أريفينو : 16 شتنبر 2023
قال “بيتر بومونت”، صحافي عن جريدة “الكارديان” البريطانية، الذي حل بالمغرب لتغطية فاجعة زلزال المغرب، إن “أحد المبادئ الأولى للمساعدة الإنسانية هو فكرة السيادة في صنع القرار”، في إشارة منه إلى اللغط الذي رافق عدم تفاعل المغرب مع مساعدات أبدت دول استعدادها لتقديمها للمغرب، عقب فاجعة “زلزال الحوز” الذي خلفه دمارا وضحايا.
وجاء في مقال الصحافي نفسه بعنوان: “إن الغرب على حق في عرض المساعدة على المغرب.. لكن البلدان المتضررة من الكوارث ليست ملزمة بقبولها”، (جاء فيه) أن “المغرب، وهو بلد يعاني من مشاكل مثل أي بلد آخر، دولة فاعلة، وليست دولة هشة ولا فاشلة مثل ليبيا، التي تعرضت لكارثة مروعة هذا الأسبوع” تمثلت في “إعصار؟ دانيال”.
“وبما أنه من المناسب أن تقدم الدول الأجنبية المساعدة، فإنه يعد أيضًا امتيازًا وليس حقًا أن تتم دعوتك للمساعدة، حيث إن المغاربة هم في أفضل وضع لتحديد ما هو مطلوب”، يوضح صحافي “الكارديان”.
هناك مبدأ ثان أيضا، يشرح “بيتر بومونت”، إذ “يجب على أولئك الذين يقدمون ويرسلون المساعدة أن يتأكدوا من أن جهودهم تساهم في جهود الإغاثة، ولا تعمل على استنزاف الموارد القيمة”.
“حتى بعد ثلاثة أيام فقط من وجودي في المغرب، بدا لي أن بعض فرق البحث الأجنبية لم يكن لديها أي عمل للقيام به”، يمضي الصحافي نفسه قبل أن يضيف أن “بعض الانتقادات الموجهة للمغرب تحمل فكرة بأن الدول الغربية مجهزة بطريقة أفضل، للمساعدة في هذا النوع من حالات الطوارئ”.
ومع فتح طرق المساعدات بسرعة، يشدد المصدر عينه، فإن “السؤال الملح هو كيفية مساعدة المغرب على المدى الطويل، من أجل إعادة بناء المجتمعات المدمرة التي فقدت كل شيء: المنازل والأسر والماشية وسبل العيش، التي تهدد التماسك الاجتماعي لهذه القرى الجبلية الفريدة”.
هذا ولفت “صحافي الكارديان”، في ختام مقاله، إلى أن هذا العمل الجاد والطويل “سيتطلب ذلك التزاما جديا من شركاء المغرب الدوليين”، لاسيما وأن عددا من المناطق المحاذية للزلزال تضررت بشكل كبير وتسببت في انهيار وشقق مبان عديدة تتطلب الترميم أو الهدم وإعادة البناء مجددا.