أريفينو : 16 شتنبر 2023
سلطت صحيفة “إل بيريوديكو” الإسبانية، عبر موفدها لمناطق زلزال الحوز، الضوء على إصرار المغرب على قبول مساعدات 4 دول فقط لمعالجة آثار الزلزال رغم العروض المتعددة المقدمة من دول العالم.
وقال موفد الصحيفة الاسبانية، إن المساعدات وصلت بالفعل إلى معظم الدواوير التي تعرضت للزلزال في الأطلس الكبير في اليوم الثامن من الشهر الجاري، فيما تستمر فرق الإنقاذ في البحث عن ناجين تحت الأنقاض ولكن بأمل ضئيل.
وأبرز أن الفرق الطبية الإسبانية التي سافرت إلى هناك بدأت بالعودة، في وقت يتحرك المغرب نحو البدء في عمليات إعادة الاعمار.
وأبرزت الصحيفة ذاتها، أن المغرب قبل المساعدة الدولية فقط من أربع دول: إسبانيا والمملكة المتحدة وقطر والإمارات، الأمر الذي أثار دهشة، خاصةً خارج الحدود المغربية.
وأوضحت “إل بيريوديكو” أن ذلك يعود إلى التحالفات الاستراتيجية للبلاد ورغبتها في تقديم صورة تشير إلى أنها قادرة على التعامل مع الكارثة.
وأفادت، وفق ألفونسو كاساني، أستاذ في جامعة “كومبلوتينسي” في مدريد أن “المغرب تلقى الكثير من الدعم وهذا سمح له باختيار الشركاء الذين يشعر بالارتياح معهم، خاصة على مستوى السياسة الخارجية”. وأشار الخبير الإسباني، إلى إعلان الرباط منذ فترة طويلة، أن موقف الدول من مسألة الصحراء سيكون عاملاً رئيسا في تقييمها للعلاقات الثنائية.
وأبرز أن “هذا ما تم تطبيقه إلى حد ما في استقبال المساعدة”، مشيرا إلى وجود استثناءات بسيطة مثل عدم الاعتماد على مساعدة ألمانيا التي تحتفظ بموقف مماثل للموقف الإسباني بشأن الصحراء المغربية.
بالإضافة إلى الجانب الجيوسياسي، تضيف الصحيفة الاسبانية، فإن هناك عوامل أخرى أثرت على استجابة المغرب للمساعدة الدولية، من أهمها “رغبة المغرب في عدم الظهور كدولة ضعيفة في منطقتها وإظهار قدرتها على التحكم الذاتي”.
وأردف ذات المصدر، أن البلاغات التي أصدرها المغرب حول هذا الموضوع، أعرب فيها عن استعداده لقبول المساعدة المنسقة التي يحتاج إليها لكي لا تكون مضرة.
وكانت وزارة الداخلية المغربية، قالت الوزارة في بلاغ بأنها استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.
وأضافت الوزارة أنه بعد تقييم الاحتياجات المرتبطة بهذه الفترة الحرجة، دخلت هذه الفرق في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية.
وأشار البلاغ، إلى أنه مع تقدم عمليات التدخل يمكن أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة “مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة”، مؤكدا ترحيب المملكة بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم.