فالحمد لله الَّذي جعل توفيقنا لحمده نعمةً لنا مضافةً إلى سائر نعَِمِه ،وصلَّى الله على محمَّدٍ صفوتهِ من خلقِه وصحبهِ؛ وبعد:
فهذه الطَّبعة الثَّانية من كتاب «المعارضات الفكريَّة المعاصرة لأحاديث الصَّحيحين ـ دراسة نقديَّة>>، بعد أن حضيت طبعته الأولى برضًا وإقبالٍ، نعمةً منه سبحانه لا يُؤدَّى حقُّها، ولا ينقضي شكرها.
وحيث أنَّ النقَّص سجيَّة للبشر، فقد تلمَّحت في الكتاب أثناء مراجعتي طبعتَه أخطاءَ في مواضع منه: في رصفِ كَلمِِه، أو إغفال عزوه، أو نقصٍ في نقله، أو إطنابٍ في غير محلِّه، أو نُفرةٍ بين بعض أبوابه؛ فجهدتُ على رأبِ صدعِه، وضمِّ متفرِّق نشرِه، حتَّى حسبتُ أنِّي شَعبتُ أمرَه، وأقمتُ أَوْدَه ـ إن شاء الله تعالى ـ.
فصارت بذا نشرةً مُعدَّلةً مُهذَّبةً، أعدتُ فيها النظَّر في بعض جواباتي عن معارضاتِ أحاديث في الصَّحيحين، فعالجها بغير ما عالجت في الطَّبعة السَّابقة بما أخاله أتمَّ وأرجح وأحكم، كما تراه ـ مثلً ـ في دفعي لمعارضات حديث أبي ذرٍّ في سجود الشَّمس تحت العرش بعد المغيب.
كما أنِّي زدتُ على الأحاديث المُعارضة حديثَ همِّ النبَّي صلى الله عليه وسلم، بالتَّردِّي من شواهق الجبال إبَّان فترة الوحي(، لمِا رأيت من فُشوِّ شُبهته، وبليغِ أثره في تشكيك العامَّة بمنهج النقَّد عند المحدِّثين ،فصارت بذا الأحاديث المدروسة في هذا السِّفر )أربعةً وخمسين( حديثًا ،تقدَّمتها دراسة تأصيليَّة وافية لهذا الباب من مُشكل الحديث.
هذا؛ وإنِّي لأنُيط مَن أسدوا إليَّ ملحظةً أو تصويبًا قلئدَ في أعناقِ
منِنَهِم، أُثني على جميل نُصحِهم ثناءَ الزَّهر على القَطر؛ وأجرهم على الله.
الاثنين 15 رجب 1444هـالموافق لـ 6 فبراير 2023م