أخبارنا المغربية – عبدالاله بوسحابة
بعد زهاء سنة ونصف السنة من القطيعة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، على خلفية تغيير رئيس الحكومة “بيدرو سانشيز” موقف بلاده من النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، وتبنيها وتأييدها لمقترح “الحكم الذاتي” الذي اعتبره المملكة الشريفة حلا عادلا لإنهاء هذه الأزمة، شرعت الجارة الشرقية في ترتيب إجراءات عودة سفيرها إلى إسبانيا.
تقارير إعلامية إسبانية أكدت أن الجزائر تعتزم تعيين “عبد الفتاح دغموم”، المستشار السابق بالسفارة الجزائرية في مدريد، كسفير جديد لها خلفاً لسلفه “سعيد موسى” الذي عُيّن قبل سنة سفيراً للجزائر في باريس، بعد أن تم سحبه على خلفية اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء، مشيرة إلى أن الجزائر رتبت كل شيء لعودة سفيرها إلى مدريد وتنتظر الوقت المناسب لإعلان عودته بشكل رسمي.
ومعلوم أن الجزائر كانت قد قطعت كل علاقاتها التجارية مع إسبانيا، عقب اعتراف حكومة “بيدرو سانشيز” بمغربية الصحراء، باستثناء العقود الخاصة بالطاقة (الغاز)، غير أن أزمة “الطوابير” المتواصلة (السلع الأساسية) التي عاشتها الجارة الشرقية منذ قطع علاقاتها مع إسبانيا، اضطرتها إلى إبداء ليونة بارزة في المجال التجاري مع الجارة الشمالية، لا سيما بعد يقينها التام من عودة حليف المغرب “بيدرو سانشيز” لقيادة الحكومة الإسبانية من جديد، في انتظار حصوله على ثقة البرلمان بعد الـ 27 من شهر نونبر الجاري.
وكان الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” قد أكد في خرجة إعلامية سابقة، إن الجزائر لا مشكل لها مع إسبانيا، وعلاقاتها جيدة مع العائلة المالكة والشعب الإسباني، مؤكداً أن المشكل مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، حيث يرى أن قرار تغيير موقفه من ملف الصحراء المغربية، موقف شخصي لا يعبر عن إرادة أعضاء الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني.
ولعل أبرز مؤشرات انفراج العلاقة بين الجارة الشرقية ومدريد، ارتفاع صادرات الغاز الجزائري نحو إسبانيا والتي قفزت خلال شهر شتنبر الأخير إلى 42.4%، في مقابل انخفاض الغاز القادم من الولايات المتحدة في نفس الشهر إلى 20٪، وقبل عام واحد اشترت إسبانيا الغاز المسال من الولايات المتحدة بكميات تفوق كثيراً ما تم ضخه عبر خط أنبوب الغاز الجزائري “ميدغاز”.
المشاهد ذاته لوحظ في مجال النقل، حيث لم تسمح الجزائر خلال سنة 2022 لشركة الطيران العمومية (الخطوط الجوية الجزائرية) بزيادة رحلاتها مع إسبانيا، كما لم تتمكن شركة “فيولينغ” من زيادة تردداتها مع الجزائر، رغم ارتفاع الطلب مقارنة مع العرض، قبل أن تعود الجزائر مؤخراً لتسمح لشركة طيران “فيولينغ” بربط برشلونة مع وهران، مع الحفاظ على تردداتها مع الجزائر العاصمة، في انتظار ربط مطار هذه الأخيرة بعدة مطارات إسبانية جديدة، وهو مؤشر واضح على عودة انتعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل تدريجي.