توجه الفوج الأول من الحجاج المغاربة، زوال اليوم الخميس، إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج برسم موسم سنة 1445 هجرية.
وقبل مغادرتهم مطار الرباط- سلا، استمع حجاج هذا الفوج إلى الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس، إلى الحجاج المغاربة، والتي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق.
وفي هذه الرسالة، حث الملك الحجاج المغاربة على تمثيل المملكة المغربية “في موسم الحج العظيم، أكمل تمثيل، متحلين بقيم الإسلام المثلى، من أخوة صادقة وتسامح شامل وتضامن فعال”.
وقال الملك ” بقدر ما يتعين عليكم تمثيل قيم الإسلام المثلى في الاستقامة وحسن المعاملة والتضامن وإخلاص التوجه لله رب العالمين في هذا الموسم العظيم، فإنه بقدر ما يتعين عليكم أيضا تمثيل بلدكم المغرب، وتجسيد حضارته العريقة، التي اشتهر بها أسلافنا على مر التاريخ”.
وأضاف أن فريضة الحج تتطلب من الحاجات والحجاج “احترام الترتيبات والتوجيهات التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حرصا منها على توفير شروط راحتكم في الحل والترحال، وتمكينكم من الأداء الأمثل لمناسككم بفضل ما وفرته لأفواجكم في الديار المقدسة من أطر متعددة الاختصاص، ترافقكم منذ مغادرتكم أرض الوطن وإلى عودتكم”.
كما ذكر الملك الحجاج المغاربة في هذه الرسالة، بما يتطلبه القيام بفريضة الحج من تقيد والتزام بالتدابير التنظيمية التي اتخذتها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية.
وبهذه المناسبة، قال التوفيق، في تصريح للصحافة، إن عدد الحجاج المغاربة هذه السنة يبلغ 34 ألفا، تؤطر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 22 ألفا و500 منهم، بينما تؤطر الوكالات السياحية 11 ألفا و500 حاج وحاجة.
وأوضح أن مجموع رحلات الذهاب الخاصة بالحج يبلغ 78 رحلة، تنطلق الأولى اليوم الخميس، والأخيرة يوم الـ10 من يونيو 2024، في حين أن العودة من الديار المقدسة ستبدأ يوم 20 يونيو المقبل وتنتهي في الـ08 يوليوز 2024.
وأشار الوزير إلى أن 738 من الإداريين والعلماء والأطباء والإعلاميين، منهم 520 من المرافقين والمؤطرين، سيسهرون على خدمة هؤلاء الحجاج وتأطيرهم.
وأضاف، في السياق ذاته، أنه تم انتقاء مؤطري ومرافقي الحجاج حسب حصة كل عمالة أو إقليم بمعدل مؤطر واحد لكل 47 حاجا، مسجلا أن هؤلاء المؤطرين استفادوا من دورات تكوينية مكنتهم من التعرف على طبيعة مهمتهم طيلة فترة أداء مناسك الحج، قبل أن ينظموا بدورهم دورات تكوينية لفائدة الحجاج.
ولدى حديثه عن التسهيلات المتصلة بالسفر، أبرز التوفيق أن 53 رحلة من هذه الرحلات ستتوجه مباشرة إلى المدينة المنورة، وستوفر بالتالي على 15 ألفا و100 حاج عناء التنقل عبر السيارات.
ومن بين التسهيلات كذلك، يضيف الوزير، “العمل، كما هو الشأن خلال السنة الماضية، بنظام “طريق مكة”، بتنظيم من المملكة العربية السعودية، حيث سيقوم الحجاج قبل صعودهم على متن الطائرة، على مستوى مطار الدار البيضاء، بعدد من الترتيبات حتى إذا وصلوا إلى وجهتهم لا يستغرقون إلا دقائق للخروج والذهاب في الحافلات. وستهم هذه العملية حوالي 12 ألفا من الحجاج”.
من جانبها، أكدت إحدى مرافقات الحجاج على مستوى عمالة الرباط، غزلان بوصبع، أنه تم الشروع في عملية تأطير الحجاج منذ ثلاثة أشهر، مبرزة حرص المؤطرين والمرافقين على تذكير الحجاج بالتحلي بقيمة الصبر عند أداء المناسك، خاصة إبان الوقوف بعرفة أو منى.
وقالت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التأطير شمل، كذلك، حث الحاجات والحجاج على تمثيل المغرب أحسن تمثيل، وإعطاء الأولوية للفئات الهشة، من ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين.
بدوره، أعرب أحمد، وهو أحد الحجاج ضمن هذا الفوج الأول، عن سعادته البالغة بأداء هذه الشعيرة للمرة الأولى، مشيدا بالجهود الإدارية والتكوينية والتأطيرية التي رافقت الاستعداد للسفر إلى الديار المقدسة.
واستمع الفوج الأول من الحجاج، وعددهم 250 حاجا، إلى كلمة تأطيرية بخصوص أركان الحج وواجباته وسننه وفضائله، مع التأكيد على ضرورة احترام الترتيبات والتوجيهات المعمول بها، وكذا التحلي بقيم الإسلام السمحة أثناء أداء هذه الفريضة.