مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وتنامي الحديث عن ارتفاع الأسعار الذي تعرفه أسواق المملكة، تتجه الأنظار صوب الرؤوس المستوردة بدعم من الحكومة والرهان عليها من أجل توفير الأضاحي للأسر محدودة الدخل بأثمنة مناسبة وفي المتناول.
وبهدف تدعيم العرض في السوق الوطنية، تراهن الحكومة على إدخال 600 ألف رأس هذه السنة، وهو رقم يشكك عدد من الفاعلين في عملية الاستيراد والقريبين منها في إمكانية تحقيقه.
في هذا السياق، قال محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، إن الأرقام التي أعلن عنها وزير الفلاحة تفيد بأن معدل الاستيراد بلغ 220 ألف رأس، وأن هذا الأسبوع سيعرف وصول سفينتين على متنهما حوالي 40 ألف رأس.
وأضاف رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، أن المعدل الذي يتم إدخاله يوميا في الشاحنات يقدر بما بين 5000 و6000 رأس، وأن المعدل المرتقب الوصول إليه هو 350 ألف رأس.
وأشار جبلي إلى أن أكبر تحد يواجه عملية الاستيراد هو “مشكل اللوجستيك”، موضحا أنه بالرغم من ارتفاع أسعار الأغنام في السوق الخارجية، إلا أن المستوردين يقومون بجلب الرؤوس المطلوبة، مبرزا في الآن ذاته أن هذا الرقم لن يكون له تأثير كبير على السوق الوطنية، لافتا إلى أن سعر هذه الأغنام سيتراوح ما بين 1500 و3500 درهم.
وأكد وزير الفلاحة، بداية الأسبوع، أن عملية الاستيراد أسفرت “عن إدخال 220 ألف رأس، وخلال اليومين المقبلين سنصل إلى 250 ألفا، ونستهدف 600 ألف، وذلك بهدف الحفاظ على القطيع واستقرار الأسعار”، مردفا: “في غياب الإجراءات التي اتخذناها، لم يكن المغاربة ليواجهوا الغلاء فقط، بل لن يجدوا الأضاحي”.
في السياق ذاته، قال عبد الرحمان مجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، إن الإنتاج الوطني هو الذي سيضمن للمواطن المغربي أضحية العيد، مبرزا أن استيراد 600 ألف رأس مقارنة مع 7 ملايين “لا يمثل إلا 6 بالمائة، وهو رقم ضعيف”.
وأضاف رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، أن “الأسعار لن تتأثر بالاستيراد، ولكن نتمنى أن تكون الرؤوس المستوردة بثمن مناسب نظير الـ500 درهم من الدعم”.
وأفاد مجدوبي بأن الأسعار في السوق الأوروبية مرتفعة، إذ تصل إلى “6 يورو (للكيلوغرام)، وبالتالي لو لا الدعم، لتجاوز سعرها سعر المنتوج الوطني، ويمكن ألّا تباع”، معبرا عن أمله أن تبقى أسعارها “في حدود معقولة وتفيد الفئات التي تبحث عنها”.