في سياق ردود الأفعال على مقترح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي طرحه خلال تقديم إحاطته في الجلسة السرية أمام أعضاء مجلس الأمن الأربعاء الماضي، والذي دعا فيه حسب وكالة “رويترز” إلى تقسيم الصحراء المغربية بين البوليساريو والمغرب كحل للنزاع الذي استمر لعقود، نشر الإعلامي المغربي المصطفى العسري تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قال فيها: “من يعتقد أن مقترح تقسيم الصحراء هو من وحي دي ميستورا.. بلا شك جاهل.. المقترح جزائري بالأساس، وقد أبلغته قيادة الجبهة للمبعوث خلال زيارته الأخيرة لتندوف”.
وتابع المتحدث تدوينته قائلاً: “المقترح يؤكد أن المغرب ربح نزاع الصحراء، خاصة بعد الاعترافات الدولية الأخيرة، كما جاء على لسان عاهل البلاد متعه الله بالصحة والعافية”.
وأضاف المصطفى العسري:”الجزائر، وبعد أن فشلت مخططاتها في تقسيم المغرب، ها هي تروج لتقسيم الصحراء.. فنصف الخسارة أفضل من الخسارة الكاملة.. لكن هيهات.. فحدود المغرب هي الكويرة، وليس واد لكراع. حفظ الله المملكة ضمن حدودها التاريخية الحقة”.
وكان الملك محمد السادس، في مستهل افتتاح الدورة التشريعية الجديدة بالبرلمان، قد أكد أن المغرب سيمضي في قضية وحدته الترابية من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير، داخلياً وخارجياً، وفي كل أبعاد هذا الملف، داعياً كذلك إلى الانتقال من مقاربة رد الفعل إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية.
وتابع خطابه قائلاً: “على هذا الأساس، عملنا لسنوات بكل عزم وتأني وبرؤية واضحة، واستعملنا كل الوسائل والإمكانات المتاحة للتعريف بعدالة موقف بلادنا وبحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا، وذلك رغم سياق دولي صعب ومعقد”.
وأضاف عاهل البلاد في معرض خطابه: “اليوم ظهر الحق، والحمد لله؛ والحق يعلو ولا يُعلى عليه، والقضايا العادلة تنتصر دائماً”.
وأضاف الجالس على عرش أسلافه المنعمين: “ها هي الجمهورية الفرنسية تعترف بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية المغربية كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل”.
واسترسل ملك البلاد قائلاً: “إن هذا التطور الإيجابي ينتصر للحق والشرعية، ويعترف بالحقوق التاريخية للمغرب، لاسيما أنه صدر عن دولة كبرى، عضو دائم بمجلس الأمن، وفاعل مؤثر في الساحة الدولية، بالإضافة إلى أن فرنسا تعرف جيداً حقيقة وخلفيات هذا النزاع الإقليمي”.