بات استغلال الذكاء الاصطناعي ووجوه شخصيات عمومية معروفة، في صناعة مقاطع فيديو لإشهار المنتوجات، يتسع شيئا فشيئا، مع ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر، حيث تعمد المقاطع المفبركة على إشهار منتوج بصوت وصورة تلك الشخصية والتشجيع على اقتنائه، دون سابق معرفة منه، علما أن من بين هذه المنتجات أدوية قد يكون لها انعكاس خطير على الصحة.
وقبل يومين، أعلن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن مقاضاة أشخاص قاموا باستغلال الذكاء الاصطناعي لفبركة مقطع فيديو له وهو يقوم بإشهار دواء لضغط الدم، حيث يزعم المقطع الذي يظهر فيه بنكيران بالصوت والصورة، أن هذا الدواء فعال، وهو الذي لم يسبق له استعماله.
ودوّن بنكيران في صفحته بفيسبوك “نشرت إحدى الصفحات المُحتالة على الفيسبوك “Reviving Health” شريط فيديو معد بتقنية الذكاء الاصطناعي أتحدث فيه عن دواء طبيعي لضغط الدم زعموا أني أستعمله وذلك بهدف إشهار هذا المنتوج وبيعه بالتجارة الإلكترونية.. والحال أنني لا أستعمل هذه المنتوجات بل أستعمل فقط أدوية الصيدليات المعترف بها.. وإذ أقوم بتوضيح هذا الأمر حتى لا ينطلي على عموم الناس فإني أعلن سلك الإجراءات القانونية ومقاضاة هؤلاء الذين يقفون وراء هذا الموضوع”.
ودخلت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة على ضوء هذا الاحتيال الذي تتسع رقعته، ودعت إلى التصدي لهذه الإعلانات المضللة التي تقوم بإنتاج وصناعة وصلات إشهارية مزورة باسم أطباء من ذوي شهرة عالمية، واستغلال شخصيات معروفة سياسية وفنية ورياضية وإعلامية ومقدمي نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
وأكدت الشبكة في بلاغ لها على ضرورة التصدي لهذه الفوضى عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحماية المواطنين من أضرار ومخاطر السلع المغشوشة والضارة، والتي تعرض صحة المرضى والمواطنين للخطر.
ونبهت الشبكة إلى أن هذه الأشكال الاحتيالية الجديدة تروج للأدوية المزيفة والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل المغشوشة عبر الأنترنيت، وتدعي على لسان شخصيات مشهورة أن هذه المنتجات تقدم “علاجات معجزة ” كعلاج السرطان وأمراض القلب الشرايين ومشكلات الجهاز العصبي الرئيسي والسكري والتهاب الكبد الفيروسي والفشل الكلوي والسرطان والزهايمر والرعاش والتوحد، بل وحتى العقم وأمراض المناعة والضعف الجنسي، وإنقاص الوزن، ووقف تساقط الشعر، وغيرها.
ولفتت الشبكة الصحية إلى أن هذه المقاطع الإعلانية يزعم مروجو منتجاتها بأنها آمنة ولا تتسبب في أضرار جانبية وهذا ما يعزّز من توغلها، حتى باتت أملًا بالنسبة للعديد ممن يجهلون خطورتها وينساقون وراء هذه الادعاءات الكاذبة أملاً في العلاج من أمراض مستعصية يعجز الطب عن علاجها، وهي في الأغلب منتجات دوائية مغشوشة مسجلة لشركات عالمية، تلقى بعضها اقبلا كبيرا للاستفادة من أسعارها المنخفضة وخدمة التوصيل إلى المنازل.
وأفادت الشبكة أن منظمة الصحة العالمية، حذرت سنة 2024 من الترويح لمنتجات طبية متدنية مزورة ومغشوشة ومزيفة، وأكدت أن 90 في المائة من عمليات شراء الأدوية عبر الإنترنت تنطوي على عمليات نصب.
وحذر ذات المصدر من شراء المنتجات الطبية غير السليمة عبر الإنترنت لما تشكله من خطر على الصحة، ودعت إلى مضاعفة إجراءات الرقابة القانونية وتحسين وملاءة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية ووضع قوانين وأنظمة صارمة تحظر مزاولة بيع وتداول الأدوية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل دون ترخيص من مديرية الأدوية.
وشددت الشبكة على أهمية الإسراع بمراجعة أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية المرتفعة جدا بالمغرب، وهي التي تعتبر أحد أكبر عوامل الإقبال على شراء هذه العقاقير والمواد الخطرة نظراً لرخص ثمنها، ودون الوعي بمخاطرها.