ارتفعت أعداد المهاجرين غير النظاميين بالسواحل الجنوبية للمملكة على امتداد الأسابيع الماضية، وهو ما أثار توجس السلطات الإيبيرية بجزر الكناري، حيث أعربت عن تخوفها من تزايد “قوارب الموت” بهذه المنطقة.
وبعد تحسن العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط، انخفضت معدلات المهاجرين غير النظاميين بالسواحل الشمالية، في ظل تشديد المراقبة المغربية والإسبانية على المناطق الحدودية.
وأوقفت السلطات المحلية أعدادا مهمة من “المهاجرين السريين” بالمدن الجنوبية في الأسابيع الماضية، كانوا في طريقهم نحو جزر الكناري، بناء على المجهودات المبذولة من طرف المصالح الأمنية.
وقد عادت من جديد عملية إجلاء المهاجرين المغاربة الموجودين على التراب الإسباني بعد توقف لسنتين؛ إذ توصلت مدريد والرباط إلى اتفاق جديد يمهد الطريق لإعادة آلاف “الحراكة” إلى أرض الوطن.
ووفقا لبيانات الشرطة الإسبانية، ففي عام 2021 وصل 40 بالمائة من المهاجرين غير الشرعيين إلى الساحل الإسباني من المغرب، و30 بالمائة من الجزائر، و30 بالمائة من دول جنوب الصحراء.
وانتقل التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا إلى أعلى مستوياته، في وقت تُحاول فيه حكومة جزر الكناري الاستعانة بالتجربة المغربية لاحتواء الهجرة، بالنظر إلى تزايد أعداد “قوارب الموت” القادمة من الساحل الإفريقي في الأيام الفائتة.
وتعد لاس بالماس المدينة المعنية بالهجرة غير النظامية بجزر الكناري في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى تنبيه الحكومة الإقليمية إلى تصاعد موجات الهجرة خلال الأيام الماضية بسبب تحسن حالة الطقس.
وفي هذا السياق، قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن “ظاهرة الهجرة غير النظامية بالمغرب تعرف تحولات مهمة، تتجلى في تغيير مساراتها من الشمال نحو الجنوب”.
وأضاف بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مسار الجنوب بات يغري المهاجرين، سواء المغاربة أو المنحدرين من دول جنوب الصحراء، أكثر فأكثر، ومرد ذلك إلى تشديد الإجراءات الأمنية على مستوى سواحل الشمال”.
وأردف بأن “السلطات المغربية والإسبانية عززت الإجراءات الأمنية بالمنطقة الشمالية، وينضاف إلى ذلك جهود وكالة فرونتكس لمراقبة الحدود الأوروبية بشكل كبير، وتفكيك العديد من شبكات الاتجار بالبشر بالمنطقة”.
واستطرد الباحث ذاته بأن ذلك أدى إلى “ارتفاع تكلفة الهجرة بهذه المنطقة مقابل نشاط مكثف لشبكات الاتجار بالبشر في المناطق الجنوبية رغم مخاطر الغرق التي تكون أكبر على مستوى هذه الشواطئ، وكذلك صعوبة مراقبتها”.