أدانت لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية، اليوم الجمعة، كلا من كازوز عبد الله كريم، رئيس نادي الاتحاد الإسلامي الوجدي، والسلامي العظيمي، أمين مال نادي شباب بنجرير، وقضت بإيقافهما عن ممارسة أي نشاط له علاقة بكرة القدم لمدة خمس سنوات نافذة وغرامة مالية قدرها 150 ألف درهم، على خلفية شبهة التلاعب في المباراة التي جمعت الفريقين لحساب الجولة 29 ضمن القسم الثاني للبطولة الوطنية.
ويأتي القرار في إطار شكاية قدّمها نادي الاتحاد البيضاوي ضد المذكورين، إلى جانب حارس فريق شباب بنجرير، إسماعيل الزاهي، واتهامهما بتقديم مقابل مادي قصد التلاعب بنتيجة مقابلة في كرة القدم تسبّبت في تدحرج النادي إلى قسم الهواة، وانعدام المنافسة الشريفة من خلال طريقة تسجيل ضربة جزاء في مرمى الحارس سالف الذكر، وبناء على مكالمة هاتفية أقر فيها كازوز بتسليم مبلغ 150 ألف درهم للعظيمي.
وأشارت لجنة الأخلاقيات إلى أن رئيس النادي المشتكي، عبد الرزاق المنفلوطي، أكد خلال الاستماع إليه ما جاء في الشكاية، مضيفا أن المشتكى به اتصل به مرّتين، حسب التسجيل المدلى به، لإشعاره بتسليم مبلغ مالي لأمين مال نادي شباب بنجرير، وأنه أشعر أعضاء مكتب النادي البيضاوي الذي يرأسه بالأمر، وأنه عاود الاتصال في حضورهم بالمشتكى به، أي رئيس النادي الوجدي، الذي أكد واقعة تسليم المبلغ والتفاصيل المتعلقة به.
في المقابل، أكد الكاتب العام لنادي شباب بنجرير أن المقابلة المذكورة مرت في ظروف عادية، وأن الإصابة المسجلة عبر ركلة الجزاء المشار إليها كانت بسبب تمويه من اللاعب الذي نفذ الركلة حسب تفسير مدرب الفريق. كما أكد حارس المرمى أنه بذل جهده للتصدي للكرة أثناء تنفيذ ركلة الجزاء، مضيفا أن المباراة مرت في ظروف تنافسية، وأنه لا علم له بالواقعة موضوع الشكاية.
كما نفى رئيس نادي الاتحاد الإسلامي الوجدي المنسوب إليه من طرف الجهة المشتكية، مبرزا أن الرقم الهاتفي موضوع التسجيل الصوتي المذكور يعود إليه، لكن الصوت يختلف عن صوته. وأكد أنه لم يسبق له التواصل مع المنفلوطي، وأن تاريخ المكالمة صادف تواجده بالديار الفرنسية، موضحا أنه يساهم سنويا بمبلغ مليون درهم لارتباطات شخصية وعائلية مع الفريق، علما أنه لا يتابع الفريق حضوريا إلا في مناسبات محدودة بحكم إقامته بفرنسا، ونفى وجود أي علاقة نزاع بينه وبين المشتكي.
وعند الاستماع إلى العظيمي، تضيف لجنة الأخلاقيات، نفى كل الادعاءات الواردة في الشكاية، مضيفا أنه توجه إلى وجدة بتاريخ 22 ماي الماضي، وأنه أقام بها في ظروف عادية دون ذكر ما يثير الانتباه.
وخلصت اللجنة المذكورة إلى إدانة كازوز والعظيمي، مشيرة إلى أنه بالنسبة لرئيس نادي الاتحاد الإسلامي الوجدي فإنه “تكذبه قرائن الأحوال المتمثلة أساسا في التسجيل الصوتي للمكالمة التي أجراها مع رئيس النادي المشتكي والتي أقر بأن رقم الهاتف المتصل به يعود له، وأنه ولئن نفى كون الصوت المسجل والمنسوب إليه ليس بصوته إلا أن إجراء المكالمة في مرحلتين حسب الثابت من التسجيل المذكور ومن محضر العون القضائي المتضمن فحوى المكالمة يدحض هذا النفي، خاصة مع عدم إثباته استعمال هاتفه من طرف الغير في التاريخ المصادف لتاريخ المكالمة، إضافة إلى القرينة المستخلصة من تطابق ما جاء في المكالمة مع تصريحات رئيس النادي المشتكي”.
أما بالنسبة لأمين مال نادي شباب بنجرير، فأكدت اللجنة أن نفيه واقعة تسلم مبالغ مالية “تفنده مضامين المكالمة التي أجريت بين رئيس الاتحاد الإسلامي الوجدي ورئيس الاتحاد الرياضي البيضاوي، زيادة على قرينة بقائه بالفندق طيلة ليلة نهاية المباراة رغم مغادرة فريقه، مما تتأكد معه مسؤوليته عن الفعل المنسوب له”.
كما قرّرت اللجنة إيقاف المشتكي عبد الرزاق المنفلوطي، رئيس نادي الاتحاد البيضاوي، عن ممارسة أي نشاط له علاقة بكرة القدم لمدة سنة نافذة وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، بسبب تأخره في تقديم شكايته بعد مرور أسبوع عن الواقعة، أي بعد انتهاء البطولة وتحديد الفرق التي تدحرجت إلى قسم الهواة، وعدم التبليغ عن ذلك في أوانه لتمكين الأجهزة القضائية للجامعة من البت في الواقعة وترتيب الآثار القانونية اللازمة لضمان التنافس النزيه بين الفرق، ومراهنة المشتكي على النتائج النهائية دون تقديم عذر معقول يبرر هذا التأخير، الذي “يعد فعلا منافيا للقيم والأخلاق الرياضية”.
إلى ذلك، قرّرت لجنة الأخلاقيات الحفظ في حق حارس مرمى فريق شباب بنجرير إسماعيل الزاهي لانعدام إثبات ما يفيد تورطه، خاصة بعد رجوع اللجنة إلى تسجيل ركلة الجزاء، وما تمحصته من وقائع حول ظروف وملابسات القضية.