على إيقاع فوضى عارمة اتسمت بمنع عدد من أعضاء الحزب، انطلقت صباح اليوم السبت أشغال اللجنة المركزية التاسعة لحزب التقدم والاشتراكية، المنعقدة بالرباط، تحضيرا للمؤتمر المقبل.
ولم يتمكن عدد من أعضاء مبادرة “لنواصل الطريق”، الذين حجوا منذ ساعات الصباح الأولى إلى مقر “حزب الكتاب” بالرباط، من ولوج قاعة العرض، بينما نددوا بـ”التهميش والمنع” اللذين تعرضوا لهما، فيما رفع آخرون شعارات تطالب برحيل محمد نبيل بنعبد الله.
وقال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إنه “لا يمكن السماح بالفوضى داخل مقر الحزب”، مبرزا أن “هؤلاء الذين خلقوا فوضى خارج مقر الحزب لم يكونوا يوما أعضاء” في “حزب الكتاب”، ومعبرا عن أسفه لما وقع قبيل بدء أشغال اللجنة المركزية التاسعة للحزب.
ويتجه “حزب الكتاب” إلى منح الأمين العام الحالي، محمد نبيل بنعبد الله، ولاية رابعة، وهو ما ترفضه المبادرة المذكورة، معتبرة أن الحزب وصل إلى “السكتة القلبية”، وأن بنعبد الله يمارس “التحكم” داخل التنظيم.
وقال بنعبد الله في كلمة افتتاحية ألقاها أمام أعضاء اللجنة المركزية والديوان السياسي إن المملكة حققت نتائج إيجابية على مستوى السياسة الخارجية، مبرزا أن “هذه تطورات من الضروري الإشادة بها وبالمجهود المبذول من طرف الملك محمد السادس على رأس الدبلوماسية المغربية”.
ودعا السياسي ذاته إلى “تثمين الجبهة الداخلية، خاصة في ظل سنة الخصاص المائي وتداعيات كوفيد، إذ إن عددا من الأقاليم تعاني من شبح العطش، وهو ما يستلزم اتخاذ إجراءات فورية”، وتابع: “لا نجد توجهات النموذج التنموي في الإجراءات الحكومية المتخذة إلى حدود اللحظة, هذه الحكومة لم تتخذ أي إجراء ما عدا مشروع الحماية الاجتماعية من خلال اعتماد 22 مرسوما؛ وخارج هذا الأمر لم تبلور بعد إجراءات النموذج التنموي”.
وتوقف المسؤول الحزبي عند “إصلاح التعليم الذي يجب أن يرتبط بانخراط الفئات الفاعلة في القطاع”، مبرزا أن “برنامجي أوراش وفرصة مازالا في بدياتهما، وهما مشروعان تكميليان لسد بعض الثغرات، لاسيما في ظل المشاكل الاجتماعية وسط الشباب”.
وهاجم بنعبد الله الحكومة حيث قال: “ليس هناك تصور حكومي متكامل. هذه الحكومة التي تدعي أنها سياسية وقوية ومتجانسة وحكومة كفاءات، وأنها حكومة لا تتحدث بل تعمل، إلى حد الآن لم نلمس منها لا كلاما ولا إنجازات”، مبرزا أن “الظرف الحالي يستلزم حكومة سياسية مطعمة بكفاءات”.
كما شدد المتحدث على أن “الظروف الحالية معقدة واستثنائية، لكن لا يمكن جعل الوضع الدولي مطية أمام البحث عن حلول مستعجلة”، مبرزا أنه “بالنسبة لارتفاع الأسعار فإن الحكومة تستمر في عدم مقاربة هذا الموضوع والبحث عن مخارج واهية”، وتابع في ما يخص ارتفاع أسعار المحروقات: “بإمكان الدولة أن تتدخل من خلال تخفيض هامش الربح لبعض الشركات الكبرى، وتحمل الرسوم المستخرجة من أجل تخفيف التأثيرات المباشرة على باقي المواد الاستهلاكية”.
وأورد الفاعل السياسي ذاته أن “الظروف الاجتماعية صعبة أمام سنة فلاحية تتسم بالجفاف، تستلزم من الحكومة أن تكون يقظة وتتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة في الوقت المناسب”، واستطرد: “الحكومة ماهرة في فن التبرير، تارة تستغل الوضع الدولي وتارة تقول إن هناك إرث الحكومات السابقة”، معتبرا ذلك “استخفافا بالرأي العام الوطني”، وأضاف: “الحكومة تعتبر هذه السنة انتقالية، لكن يجب عليها أن تعلن تاريخ بلورة النموذج التنموي وأسس الدولة الاجتماعية التي ارتبطت بها رغم أنها بعيدة عنها أدبيا وإيديولوجيا”.