الهجرة غير النظامية، أو “الحريك” وفق المتداول بمنطقة الريف المغربي وعدد من المناطق المغاربية الاخرى، فإنه وبعد أن تراجع النقاش بشأن هذه الظاهرة لوقت لا بأس به، عادت في الآونة الأخيرة، لتطرح نفسها وبقوة بعد ارتفاع نسبة الشباب الباحثين عن الوسيلة التي ستمكنهم من عبور البحر المتوسط نحو الفردوس الأوروبي.
بمنطقة الريف، شمال المغرب، أخذت نسبة هجرة القاصرين والشباب إلى أوروبا، ترتفع شيئا فشيئاً منذ 2015، بعدما كانت قد تراجعت في العقد الاول من القرن الحالي، وقد ظهر خلال الفترة الحالية نوع جديد من الهجرة، تتمثل في تنقل الأفراد بطرق قانونية إلى تركيا، لتنطلق رحلة البحث عن مسلك يحقق لهم حلم الاستقرار في البلدان الاٍوروبية، كألمانيا وبلجيكا واسبانيا، وذلك مباشرة بعد نجاحهم في انتحال الهوية السورية بوثائق مزورة بغاية الحصول على اللجوء.
وفي الأعوام القليلة الماضية، ظهرت احصائيات غير رسمية تتحدث عن هجرة الألاف من الشباب إلى القارة العجوز انطلاقا من شمال المغرب، وشواطئ الريف بشكل خاص، فلن يمر أسبوع دون سماع أن فلاناً غرق في البحر، او أن أخرا انقطعت اخباره بعدما اختار مصارعة أمواج البحر لتحقيق حلم ظل يراوده. هذا بالإضافة إلى عشرات الشباب الذين أصبحوا ينشرون فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي يتبجحون بها ويؤكدون من خلالها لأقرانهم انهم حطوا الرحال بالديار الأوروبية، ويحفزوا آخرين للقيام بنفس المجازفة.