نظمت جمعيتا “أمزيان” و”الكتاب الأمازيغي”، بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة بجهة الشرق، ومركز “أموسيغ للترجمة من وإلى اللغة الأمازيغية”، مساء السبت، حفل تقديم وتوقيع رواية “منفي موكادور” التاريخية لصاحبها امحمد لشقر.
واستهل الحفل بكلمة افتتاحية ألقاها المسير عبد الواحد حنو، الذي عرّف بالرّواية وقيمتها الأدبية، وما تضمّنته من أحداث تاريخية مهمة مرتبطة بالمرحلة الاستعمارية في منطقة الريف.
فيما قدم لحبيب لمريض، أستاذ بالكلية متعدّدة التخصّصات بالناظور، دراسة للرواية تتضمن ثلاثة محاور؛ قارب أولها علاقة الأدب الكولونيالي بالاستعمار وصناعة التاريخ، فيما تطرّق المحور الثاني إلى موقع الريف في الكتابات الكولونيالية، خاصة الفرنسية والإسبانية. أما المحور الثالث فدرس رواية “منفي موكادور” كعمل أدبي مضاد للخطاب الاستعماري. وقد أوضح لمريض أن “الكاتب في الرواية انطلق من وعي تام بضرورة تصحيح التاريخ الذي كرّسه الاستعمار استنادا إلى سلطة الهيمنة حينئذ”.
من جهته، قال سليمان البغدادي، أستاذ زائر بالكلية متعدّدة التخصّصات بالنّاظور، إن “الرواية أعادت الاعتبار لشخصية تاريخية مهمّة زمن الاستعمار في منطقة الريف، ويتعلّق الأمر بالقائد حدّو بن حمّو”.
وأبرز البغدادي أن “هذه الشخصية التاريخية، التي تتناولها الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية، تعرضت للتهميش من قبل المؤرّخين، رغم دورها الهام والأحداث المرتبطة بها، التي تختزل جزءا من تاريخ الريف”، مضيفا أن “هذا العمل الأدبي غير المسبوق يعدّ إنجازا مهما للتعريف بهذه الشخصية”.
وفي كلمته قدم مؤلّف رواية “منفي موكادور” ملخصا لأهم الأحداث المتعلّقة بالقائد حدو بن حمّو، الشخصية المحورية في الرّواية، مشيرا إلى أنّه شخص عاش جزءا من حياته بمدينة وهران الجزائرية حيث تشبّع بالثّقافة الفرنكفونية، قبل أن يعيّنه محمد بن عبد الكريم الخطابي دبلوماسيا أو واسطة مع سلطة الحماية الفرنسية.
وأضاف امحمّد لشقر أن “هذه الشخصية تنطوي على أحداث تاريخية مهمّة خلال الفترة الاستعمارية، مما يستدعي تسليط الضوء عليها للكشف عن بعض الجوانب الخفية والمهمشة من تاريخ منطقة الريف، مبرزا أن “هذا هو الهدف الأساس من الرواية”.