تناولت ندوة علمية نظّمتها جمعية “الريف لمرض الزهايمر”، مساء السبت بقاعة الندوات التابعة للمركب الثقافي بالنّاظور، موضوع “مرض الزهايمر” وأعراضه ومضاعفاته وسبل التشخيص والعلاج.
وأطّر الندوة البروفيسور مولاي مصطفى العلوي فارس، أخصائي في أمراض الدماغ والجهاز العصبي ومدير مركز الزهايمر للاستقبال النهاري بالرباط، الذي قال إن “الزهايمر مرض يتعلّق بمشكل الصحّة العامة الذي يعاني منه عدد كبير من الأشخاص الذين بلغوا مرحلة الشّيخوخة”.
وأضاف أن “نسبة مرضى الزهايمر بلغت بالمغرب 200000 شخص تقريبا، أغلبهم لا يلجؤون إلى الطبيب الأخصائي للتشخيص والعلاج، مما يساعد على زيادة حدّة هذا المرض وتداعياته على الشخص المصاب”، مشيرا إلى أن “نسبة الذين يلجؤون إلى الطبيب بالمغرب لا تتجاوز 10 بالمائة”.
وقال العلوي فارس إن “نسبة حوالي 80 بالمائة من مرضى الزهايمر تفوق أعمارهم 70 سنة”، مبرزا أن “تشخيص هذا المرض في مرحلته الأولى يجب أن يكون خلال تطور مشكل النسيان عند الشخص المسن”. وأكد على ضرورة “الإسراع بزيارة الطبيب إذا أحس الإنسان بذلك”.
وأوضح أخصائي أمراض الدماغ والجهاز العصبي أن “التشخيص لا يمكن أن يكون إلا من طرف طبيب اختصاصي في الجهاز العصبي، وإجراء فحوصات سريرية عبر أدوات سيكوعصبية وعن طريق إجراء السكانير على منطقة الدماغ، لتحديد الأدوية المناسبة لمواكبة المريض والتخفيف من المضاعفات التي يمكن أن يسببها هذا المرض”.
من جهته، قال نور الدين البركاني، رئيس جمعية “الريف لمرض الزهايمر”: “يوجد بإقليم النّاظور عدد كبير جدا من مرضى الزهايمر الذين يحتاجون العناية والاهتمام”، مشيرًا إلى أن “الوعي بهذا المرض وتداعياته ما زال غائبا، مما يتوجّب بذل جهودٍ إضافية من قبل جميع المهتمّين للتعريف به وبخطورته وتحديد سبل التّعامل معه”.
وأكّد البركاني أن “تداعيات مرض الزهايمر وخيمة على المصاب وعائلته والمجتمع أيضا، على اعتبار أن المريض يعاني من مشكلة تذكر الأحداث الماضية، ولا يتعرّف على الأشخاص المألوفين لديه، إضافة إلى قابلية التهيّج لديه، لدرجة أنه قد يهاجم الآخرين ويضربهم بدون سبب”.
ودعا رئيس الجمعية إلى “ضرورة توسيع دائرة الوعي بهذا المرض، والتحسيس بضرورة التّشخيص في الوقت المبكر لظهور المرض من قبيل إجراء فحوصات سريرية لتقييم الحالة العصبية والعضلية وفحوصات واختبارات ذهنية لتقييم الحالة العقلية، إلى جانب إجراء التحاليل المخبرية والتصوير الدماغي كخطوة استباقية عند ظهور الأعراض الأولى للمرض”.
وأبرز “أن جمعية الريف لمرض الزهايمر تعمل على الاهتمام بكافة الجوانب المتعلقة بهذا المرض على مستوى منطقة الريف من قبل الأنشطة الجمعوية، وإنشاء مركز استقبال نهاري لمرضى الزهايمر، ودعم خدمات الرعاية المنزلية لهذه الفئة، إلى جانب تقديم خدمات طبية وتمريضية بواسطة أخصائيين، والمساهمة في التثقيف والتوعية الصحية حول هذا المرض”.