“المغاربة في بيت المقدس” هو عنوان دراسة جديدة أنجزها الدكتور نظمي الجعبة، وفريق الجمعية الفلسطينية الأكاديمية، لفائدة وكالة بيت المال القدس الشريف.
وتسلط هذه الدراسة، التي نشرت في كتاب من 330 صفحة، الضوء على الوجود المغربي في القدس منذ قرون خلت.
واعتبر محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت المال القدس الشريف، في تقديمه للدراسة، أن “قرب المغاربة من القدس ليس عنوانا لحضور ظرفي أملته الحمية والعاطفة لنصرة جيوش صلاح الدين لفتح عكا ومنها إلى القدس قبل ثمانية قرون، بل هو تضامن مبدئي وثابت، ممتد في الزمان والمكان، قوامه الانتصار للحق، في ظل الحكمة والتدبر والواقعية”.
وتقدم الدراسة جزءا مما وثقه الرحالة والمؤرخون عن استقرار الأجناد المغاربة من الجيش الفاطمي في القدس، وعن حضور علمائهم في الحياة العلمية والفكرية في المدينة منذ المراحل الأولى من الفتوحات الإسلامية، من خلال رحلات طلب العلم والزيارة والمجاورة بعد أداء مناسك الحج أو قبلها.
كما تسلط الوثيقة الضوء على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بهدم حارة المغاربة عام 1967 وتشريد سكانها، وهجرة آخرين إلى الأردن، حيث أقاموا بزاوية مغربية بعمان، وعودة البعض إلى المغرب، فيما توزع الباقون على أحياء القدس؛ وتضمنت نتائج استمارة شاركت فيها 100 أسرة من أصول مغربية، ليس من بينها أي مشارك ولد في المغرب.
وركزت الدراسة على مدى ارتباط المبحوثين بهويتهم المغربية والفلسطينية، حيث أجاب 38 في المائة من مجموع العينة بأنهم يصنفون أنفسهم من حيث الهوية القومية باعتبارهم “مقدسي مغربي”، فيما أجاب 32 في المائة بأنهم يصنفون أنفسهم “فلسطيني مغربي”؛ أما 20 في المائة فأفادوا بأنهم يصنفون أنفسهم “فلسطينيين”، وقال 6 في المائة إنهم “مقدسيون”، أما نسبة من قالوا إنهم “عرب” فلم تتجاوز 1 في المائة، بينما بقي 3 في المائة من المستجوبين من الذين لم يختاروا أيا من التنصيفات المذكورة.
واعتبر محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت المال القدس الشريف، تعليقا على نتائج هذه الدراسة، في مقدمة الكتاب، أنها “تعبر عن تمسك المغاربة المقدسيين بجذورهم المغربية من جهة، وارتباطهم الشديد والتاريخي بالمدينة المقدسة من جهة ثانية”، مبرزا أن “تصنيف الهويات يتفاوت بين شخص وآخر، ولا يخضع لمنطق تراتبي جامد؛ ذلك أنه من الطبيعي أن تبرز هوية معينة على حساب أخرى تبعا للحالة السياسية والثقافية أو الاجتماعية أو النفسية”.
من جهة أخرى، كشفت الدراسة أن 37 في المائة من الذين شملتهم أكدوا أنهم يمتلكون وثائق رسمية مغربية، بينما أجاب 63 في المائة بأنهم ليست لديهم أوراق أو وثائق رسمية مغربية.
وكانت الأوراق الثبوتية التي يمتلكها المستجوبون إما جواز سفر مغربي، أو بطاقة عائلة مغربية، أو شهادة ميلاد مغربية، أو بطاقة هوية وطنية مغربية أو شجرة عائلة موثقة.
أما الذين أفادوا بأنهم لا يمتلكون وثائق رسمية مغربية فجرى سؤالهم عن كيفية معرفتهم بأن أصولهم تعود للمغرب، فكانت الإجابة بأنهم عرفوا ذلك عن طريق الآباء والأجداد أو شجرة العائلة أو الكتب المتخصصة في الأنساب.
كما أفاد 58 في المائة من المستجوبين بوجود أقارب لهم في المملكة المغربية، بينما أجاب 42 في المائة منهم بعدم وجود أقارب لهم في المغرب.