أول لورد – عمدة في عمر 22، أول مسلم يتقلد المنصب، أول مواطن من أصل مغربي بهذه المهمة، أول مواطن من الأقليات يُحمَّل هذه المسؤولية في وستمنستر البريطانية التي من بين ساكنتها الملكة إليزابيت.
سابقات عديدة ترتبط بإنجاز حمزة توزال، البريطاني لأبوين مغربيين، الذي ولد بالمملكة المتحدة، وينتمي إلى حزب العمال.
التقت جريدة هسبريس الإلكترونية اللورد عمدة حمزة توزال، وسألته عن مسؤوليته الجديدة، وأولوياته، ووضع الأقليات الدينية والإثنية بالمملكة المتحدة.
ما تصورك حول مسؤولية عمادة وستمنستر؟
كوني اللورد العمدة لـ وستمنستر هو أكبر امتياز في حياتي، وأكبر شرف، لأنه بإمكاني أن أمثل مواطني وستمنستر، داخليا وعبر العالم أيضا.
أنا المواطن الأول، فأتمكن بالتالي من زيارة العديد من الأنشطة المحلية، وألتقي العديد من الشباب والسفراء والسياسيين، وأريهم أساسا ما الذي يجعل وستمنستر منطقة جيدة جدا.
هذا شرف كبير، خاصة وأنا في الوقت نفسه أول مسلم يتقلد هذا المنصب، وأصغر لورد مير، وأول شخص من إثنية أقلية يصل إلى المنصب.
كشخص من أصل مغربي، هل تختلف واجباتك مقارنة بمن سبقوك إلى المنصب؟
لا، حقيقة. يساعدني أن لي هوية أخرى، وهذا أمر لا يقسّم قراراتي؛ ففي نهاية اليوم أعيش بلندن، وهي منزلي، ومكان ولادتي، ومكان عيش عائلتي. فدوري الأول هو التعامل مع الأمور في منزلي، من تصرفات مجتمعية وقضايا شبابٍ ومحاولة مساعدتهم.
علاوة على هذا، بما أنني مغربي، يمكنني هذا من النظر إلى هنا (المغرب)، وأتساءل عن الكيفية التي يمكنني بها تمثيل المغاربة، والتي يمكنني بها أن أكون صوتهم. ربما توجد أمور لا أستطيع القيام بها؛ لكن ربما توجد أمور طفيفة يمكنني التأثير فيها، وتشجيع الناس.
فقط لأنك مغربي، لا يعني أنك لا تستطيع القيام بهذا الأمر أو ذاك، ويوجد مغاربة شباب في المملكة المتحدة يريدون أن يشاركوا أكثر؛ فأستطيع بالتالي أن أساعد خاصة المغاربة الذين يعيشون في المكان الذي أعيش فيه، وأريهم أن السياسة يمكن أن تحتويهم.
كيف ترى وضع الأقليات بالمملكة المتحدة؟
أن تكون أقلية حق شائك بالنسبة لمعظمنا، قطعا تطور هذا الحق مقارنة بما كان عليه في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، وهو أفضل بكثير الآن، وتمثيلية الأقليات تزداد.
حتى في الأحزاب السياسية، توجد قواعد حول النساء المرشحات، والمرشحين من الأقليات، وهذه أمور يجب أن تكون.
المملكة المتحدة مقارنة بالبلدان الأخرى عبر العالم من أحسن البلدان فيما يتعلق بالإدماج والتعددية.
كوني لورد عمدة لم يكن ممكنا لو لم يكن الوضع هكذا؛ لكن يجب ألا أكون الأول والأخير، بل يجب أن يكون مسلمون آخرون ومواطنون من خلفيات أخرى، يهودا ومسيحيين وغيرهم، ويجب أن يكون خليط لنعمل كلنا مع بعضنا.
كمغربي ولد خارج البلد، كيف ترى وضع البلاد؟
توجد تحديات بالمغرب وتحديات بالمملكة المتحدة. أعتقد أن التحديات في المملكة المتحدة يمكن أن يكون لي تأثير أكبر عليها، وصوت وقدرة على التغيير، ولو أن منصب اللورد عمدة منصب غير سياسي، فلِسنة لست منتميا إلى أي حزب، أي أنني مستقل بشكل من الأشكال، حتى أتمكن من تمثيل الجميع.
فيما يتعلق بالتغيير الذي يمكن أن يكون لي في المغرب وفي السياسة المغربية، فيقتصر على أن أكون صوتا للجميع، وأريد أن يراني شباب وأطفال آخرون، يدرسون في الجامعات والمدارس، ويقولوا “السماء هي الحد”، ليس هناك شيء لا يمكنهم تحقيقه.
ما أريده فعلا هو أن أكون نموذجا، وأشجع المشاركة السياسية في المغرب والمملكة المتحدة.
لماذا اخترت الانضمام إلى “حزب العمال” في بريطانيا؟
انضممت إلى “حزب العمال” عندما كان عمري 16 سنة؛ لأنني اعتقدت، وما زلت، أنه الحزب الذي يمكنه القيام بالتغيير الأكبر لأناس مثلي، وحزب يمكنه أن يساعد أكثر عدد من الناس، ويمكنه أن يحدث تغييرا في حياة المزيد من الناس، هو حزب يشجع التحرك المجتمعي (Social mobility).