قالت صحيفة العرب اللندنية، إن توقيت ”مصادقة الحكومة الموريتانية على اتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار مع إسبانيا، يحمل إشارة واضحة بأن موريتانيا قد نأت بنفسها عن اختيارات الجزائر في خلافها مع مدريد”، مؤكدة أن ما يهم المسؤولين الموريتانيين هو “مصالح بلادهم بغض النظر عن نوايا نظرائهم الإسبان إن كانوا يسعون لتطويق الجزائر وإظهار عزلتها الإقليمية، أو أنهم فكروا بمنطق المصالح بعيدا عن التشنجات التي طبعت علاقة بلادهم بالجزائر”.
وذكرت الصحيفة، ضمن مقال لها بعنوان ”موريتانيا تنأى بنفسها عن الجزائر بإبرام اتفاقية صداقة مع إسبانيا” نشر صباح اليوم الثلاثاء، أن هذا الاتفاق يأتي بعد أيام قليلة من إعلان موريتانيا عن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز على شواطئها وباحتياطات تقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب”، مشيرة إلى أن تقارير إسبانية أوضحت أن الحكومة الإسبانية شرعت في البحث عن بديل للغاز الجزائري تحسبا لانتهاء العقود المبرمة بين الطرفين عام 2024.
وبحسب الصحيفة، اعتبر محمد لكريني أستاذ العلاقات والقانون الدولي المغربي، أن “موقف موريتانيا ينم عن استقلالية قرارها من جهة، ومن جهة أخرى عدم اصطفافها وراء الجزائر بعد توتر العلاقات مع إسبانيا في الآونة الأخيرة، ما سهل دخول هذه المعاهدة إلى حيز التنفيذ”.
ونقلا عن المصدر ذاته، أشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “القرار الموريتاني يمكن أن يكون اصطفافا غير مباشر يصب في صالح المغرب، وقد يذهب بموريتانيا إلى التخلي عن حيادها في قضية الصحراء المغربية ومن ثم الاعتراف بأهمية مقترح الحكم الذاتي لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده وكانت تكلفته باهظة على المنطقة”.
ومن جهته، أبرز هشام معتضد الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية، أن “الاتفاقية الجديدة بين موريتانيا وإسبانيا تأتي لتقوية التعاون بين محور الرباط ومدريد ونواكشوط من أجل ضبط الاستقرار السياسي والأمني بين البلدان الثلاثة وتكثيف المشاورات وتبادل المعلومات الاستراتيجية من أجل تحصين المنطقة من أي هجمات إرهابية ومحاصرة المنظمات الإجرامية ذات التوجه الانفصالي والإرهابي”.