شكر الطاهر سعدون، والد الطالب المغربي إبراهيم سعدون، المحكوم بالإعدام بعد أسْره من طرف سلطات إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، القوات الروسية على حفاظها على حياة ابنه، مناشدا الرئيس فلاديمير بوتين أن يتدخل “كأب وبدافع إنساني” من أجل عدم إعدام إبراهيم، في حين أكد أنه لن يطلب من المسؤولين المغاربة أن يتصلوا به، “ولكن من الأفضل لهم أن يبادروا إلى الاتصال”.
وقال الطاهر سعدون في ندوة صحافية، اليوم الإثنين في الرباط، إن ابنه أُسر من طرف القوات الروسية “وأنا أشكرها لأنها حافظت على حياته”، مضيفا: “هم (القوات الروسية) متمرسون وعرفوا أن إبراهيم غير متمرس، وأنه غير ذي خبرة، رغم وجوده في الخطوط الأمامية”، كما طالب بإخضاع ابنه المحكوم بالإعدام لخبرة نفسية.
وناشد الطاهر سعدون رئيس جمهورية دونيتيسك بالتدخل من أجل منع إعدام ابنه، مشيرا إلى أنه “صرح بأنه ينتظر أي تدخل ولو من جهات غير رسمية، حتى من الطرف المغربي”، كما طالبت السلطات المغربية بأن تتحرك من أجل إنقاذ حياة إبراهيم، رغم أنها لا تعترف بجمهورية دونيتيسك.
وقال في هذا الإطار: “أنا كانت لدي مسؤوليات في جهاز الدرك الملكي، وعشت أحداثا على قدر كبير من الأهمية، منها ما يتعلق بالجمهورية الانفصالية التي تحارب المغرب، لكن جلالة الملك الحسن الثاني وإن كان قد قطع جميع الخطوط التي لا تؤهّل للسير نحو قنوات العمل الدبلوماسي العادي، إلا أنه استقبلهم مرتين، في إفران ومراكش، وكنت من الذين أمّنوا الاستقبال، ولذلك فإن الحكومة لا يمكنها أن ترفع يدها عن هذا الملف بداعي عدم الاعتراف بجمهورية دونيتيسك”.
وأضاف: “أوجه نداء إلى رئيس الحكومة للقيام بالمتعين بما أوتي من قنوات كيفما كانت، من شأنها أن تُظهر المغرب الذي هدم جبلا لإنقاذ الطفل ريان، بأنه سباق إلى حفظ حياة مواطنيه، وأنا متيقن من أن ابني سيُحرّر”.
ولم تتواصل الحكومة المغربية إلى حد الآن بشكل مباشرة مع أسرة الطالب المغربي الأسير في شرق أوكرانيا. في المقابل، أكد والده أنه ينتظر أن تبادر السلطات المغربية إلى الاتصال به، قائلا: “أنا عبد ملحاح، لا أطلب، ولكن عليهم أن يقوموا بواجبهم ويتصلوا بي، لأنني عملت في ملفات ذات طبيعة سرية أكثر مما يعرفون، ومن دافعي الضرائب، وأنا عسكري حامل للسلاح، وكاحتياطي في الدرك الملكي سأكون أول من يدافع عن بلدي دائما”.
ومقابل عدم اتصال الحكومة المغربية بأسرة الطالب إبراهيم سعدون، استُقبلت الأسرة من طرف سفارة الفدرالية الروسية بالمغرب، وقال والد ابراهيم إن الاستقبال “كان جيدا وشرحوا لنا الأمر، وننتظر من الجمهورية الروسية الضوء الأخضر للقيام بتحريك المحامين لمؤازرة المحامية إلينا وكيلة إبراهيم، في مرحلة الاستئناف، ولمَ لا السماح لنا بالحضور في المحاكمة”، مضيفا: “مكرهتش يقولو لي أجي دِّي ولدك، وسأذهب على جناح السرعة لإعادته إلى المغرب”.
وبخصوص توفر إبراهيم سعدون على الجنسية الأوكرانية، قال والده إنه يثق في البلاغ الصادر عن الحكومة ونُشر في وكالة الأنباء الرسمية، والذي أكدت فيه أن ابنه حامل لجنسية أوكرانيا، مضيفا: “أنا لا أتوفر على جواز سفر ابني حاليا، لأتأكد بشكل شخصي أنه حامل للجنسية الأوكرانية، ولكنني أثق في الخبر الذي نشرته الحكومة تبعا للمعلومات التي استقتها من السفارة المغربية بأوكرانيا”.