أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثالث لحركة المهندسين أن التطور الذي يعرفه المغرب على المستوى الاقتصادي يتطلب تكوين مزيد من المهندسين، باعتبارهم عماد أي مسار اقتصادي وتنموي.
امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، قال، في كلمة بالمناسبة، إن المهندس “أصبح اليوم يلعب، أكثر مما مضى، دورا أساسيا في تطور وتقدم البلاد، خصوصا في ظل ما نعيشه من ثورة في مجال الرقمنة واستعمال التكنلوجيا الحديثة”.
واستطرد قائلا: “علينا أن نفكر في كيفية توظيف المهندسين في تطوير بلادنا، وأن يكونوا فاعلين أقوياء في السياسة الاقتصادية المتبعة ومواكبة التطور الذي يعرفه في المغرب”.
ولا يتعدى عدد المهندسين في المغرب 125 ألف مهندسة ومهندس؛ وهو رقم اعتبره إدريس مرون، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، غير كاف، مشيرا إلى أن معدل عدد المهندسين في المغرب لكل 10 آلاف نسمة لا يتعدى 8.6.
وقارن وزير التعمير وسياسة المدينة الأسبق بين المغرب واليابان في هذا المجال، مبرزا أن اليابان لديها 540 مهندسا لكل عشرة آلاف نسمة.
وربط المتحدث ذاته تقدم اليابان بتوفرها على عدد كبير من المهندسين في مختلف التخصصات، مشددا على أن المغرب بحاجة إلى وضع تصور يساعد على إيجاد موارد بشرية كافية عدديا ومؤهلة تقنيا، وذات قدرة على النهوض بالدور المنوط بالمهندس؛ “لأننا بدون هذا التصور يصعب مواجهة المستقبل”، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، دعا حميد خليفي، رئيس حركة المهندسين، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها المنظم تحت شعار “المهندس.. أي دور من أجل إقلاع اقتصادي تنافسي في ظل التحديات الراهنة”، إلى توفير الظروف الملائمة لعمل المهندسين، مبرزا أن الظروف الحالية لا تسمح بما فيه الكفاية باستثمار كل طاقات الكفاءات المغربية في ميدان الهندسة.
ونوه إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، بمستوى المهندسين المغاربة، مبرزا أنهم “يبلون البلاء الحسن في كل المحافل الوطنية والدولية، ولديهم من الكفاءة العلمية والتكوين ما يؤهل بلدنا للذهاب بعيدا”.
وسجل السنتيسي “أن الاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به المغرب والموقع الجغرافي الإستراتيجي عوامل تجعل من بلدنا مؤهلا لتحقيق إقلاع اقتصادي قوي على غرار الدول الآسيوية؛ ولكن شرط الانتقال من الإنتاج إلى الإنتاجية”.
محمد المسعودي، رئيس المنتدى الحركي الجامعي، دعا إلى الانتقال بالمهندس المغربي من وضعية العمل في الوظيفة العمومية بعد التخرج إلى تشجيعه على خلق مقاولة، قائلا: “لا نكوّن المهندسين لكي يشتغلوا في الوظيفة العمومية، بل من أجل أن يخلقوا مقاولاتهم ويخلقوا مشاريع في القطاع الخاص.
وأوصى المسعودي المهندسين المغاربة بالتوجه إلى الاستثمار في القارة الإفريقية، معتبرا أنها سوق واعدة.