تعرضت جدارية بمدينة أزرو، عبارة عن بورتريه لامرأة بالزي والحلي الأمازيغية، رسمها الفنان التشكيلي رشيد العمراني، للتخريب نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم إخفاء معالمها باستعمال صباغة ذات لون أسود.
وتجسد هذه الجدارية وجه امرأة أمازيغية حادة النظرات، رأسها ملفوف بحزام تتوسطه لؤلؤة، وعلى ذقنها وشم لحرف تيفناغ والرمز الأمازيغي المعروف “ⵣ”.
واقتصر تخريب هذه اللوحة على الجزء الذي يجسد وجه المرأة الأمازيغية دون أن يمس باقي مكونات الجدارية، التي تضم، أيضا، دائرة مزينة بالخط العربي والمعمار المغربي، وشجرة الأرز، والعلم الوطني.
وأثارت عملية طمس جدارية “المرأة الأمازيغية”، المرسومة على أحد الجدران بحي سعادة بمدينة أزرو، سخطا كبيرا وسط المهتمين بالشأن العام بالمدينة وعلى وسائط التواصل الاجتماعي، متسائلين عن هوية الفاعل والدوافع وراء إقدامه على هذا العمل التخريبي الذي استهدف عملا فنيا صرفا.
التشكيلي رشيد العمراني قال إن جدارية “المرأة الأمازيغية” عمل فني عادي ولا يجب أن يستهدف بهذا الشكل، مبرزا، في تصريح لهسبريس، أن من قام بتخريب عمله، الذي رسمه سنة 2017، أخذ الوقت الكافي لتشويهه.
وأضاف العمراني أن طمس معالم هذه الجدارية، التي رسمها مساهمة منه في إعطاء جمالية لمدينة أزرو، أشعره بصدمة كبيرة، مشيرا إلى أن من يقف وراء هذا الفعل قد يكون شخصا متطرفا يعاني من عقدة تجاه الفن والمرأة.
من جانبه، قال محمد صدقي، الذي ساهم في إنجاز الورش الذي يضم الجدارية المذكورة رفقة عدد من شباب مدينة أزرو، إن هذه الجدارية رسمها التشكيلي رشيد العمراني في إطار ورش نظمته جمعية “شباب بلا حدود” ومجموعة الجماعات البيئة، مضيفا أن ذلك ساهم في تنظيف المكان الذي رسمت فيه وجعله أكثر جمالا.
وأعرب صدقي، في تصريح لهسبريس، عن شعوره بالحزن للتخريب الذي تعرضت له جدارية “المرأة الأمازيغية”، مضيفا “لا نريد أن تتكرر مثل هذه الأفعال لأننا نريد السير إلى الأمام”.
وأثار تخريب الجدارية المذكورة استنكارا وسط مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب مصطفى مرغيشي “من فعلوا ذلك لا يقدرون الفن وجهد الفنان، ولا يريدون للتراث الأصيل أن يصل إلى العالمية؛ لأن هذا التراث يبقى راسخا في الأذهان بفضل هكذا مبادرات”، وأضاف المدون ذاته متسائلا: “ما هي أسباب ودواعي تشويه هذه اللوحة الفنية؟”.