26 عنصرا من عناصر التراث الثقافي المغربي المادي واللامادي قبلت ملفاتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وضمتها إلى قائمتها الخاصة بالتراث في العالم الإسلامي.
وباسم المغرب، سجلت لجنة التراث في العالم الإسلامي بـ”الإيسيسكو” في القائمة كلا من: المهارات والعادات المرتبطة بالكسكس المغربي، فنون ومهارات القفطان المغربي، فن الملحون المغربي، معارف وممارسات المحظرة، الخيمة الصحراوية، الخط المغربي، فنون الطبخ المغربي، وفن الدقة المراكشية.
كما ورد بالقائمة كل من فن الغناء البلدي بتافيلالت، طرب الآلة، تقنية ومعارف لخطارة الراشيدية، موسم آسا وموسم مولاي عبدالله امغار، الغناء النسائي لتارودانت، تقنيات التوزيع التقليدي للمياه، رقصة الكدرة الصحراوية، زخرفة الحلي الفضية بالنبيل الزجاجي بتيزنيت، تقنيات الجلابة الوزانية، رقص العلاوي بالشرق، الفلوكة الصويرية، الفخار النسائي الريفي، الزخرفة على الخشب، الصيد بالسلوقي، منحلة اينزركي بمنطقة سوس، زهرية مراكش، وبروكار فاس.
محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة وزير الثقافة التونسي السابق، قال إن “للمملكة المغربية إرثا حضاريا كبيرا جدا، مادي ولا مادي، وهي تاريخ ناطق بالثراء”.
ثم أضاف زين العابدين في تصريح لـ هسبريس: “يشرف الإيسيسكو كثيرا أن تقدم وتثمن هذا التراث المغربي، كلما جاءتنا هذه الملفات، طبعا في حدود استجابتها للمعايير المنهجية والعلمية والضوابط التاريخية والتراثية”.
وأكبر رئيس قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إرث المغرب و”انسجامه مع روح التاريخ والتشبث بالقيم، والتشبث بكل معالم العالم الإسلامي، والنظام السياسي الملكي، وروح فيها نوع من المحافظة على هذه القيم الضاربة في القدم، مع تجلي هذا الإسلام بين الحداثة والتقليد”.
وتابع وزير الثقافة التونسي السابق: “المملكة المغربية تمثل هذا العالم الإسلامي، والعالم العربي الإسلامي، والعالم المتنوع حول الإسلام (…) ونتطلع إلى تثمين وترشيد وتثبيت هذا الإرث والتعريف به أكثر فأكثر”.
ووضع زين العابدين تجديد لائحة التراث في العالم الإسلامي في إطار اهتمام “الإيسيسكو بالتراث بصفة عامة، والسياسات الثقافية بشكل أشمل، والتراث في العالم الإسلامي بصفة أخص، باعتباره تراثا ثريا متنوعا ووجب إعطاؤه المكانة التي يستحقها في المشهد العالمي والدولي”.
ثم استرسل المصرح شارحا: “من هذا المنطلق، كونت الإيسيسكو لجنة للتراث العالمي، مكونة من 9 خبراء، من المنطقة الآسيوية والإفريقية والعربية، ثم انطلقنا كذلك في تكوين مركز لتراث العالم الإسلامي (…) ونستعين كذلك بخبراء خارجيين لتقييم ملفات الدول الأعضاء التي تريد تسجيل تراثها المادي واللامادي”.
وواصل قائلا: “تتجلى أهمية هذا الأمر في إيلاء الإيسيسكو الأهمية للتراث بصفة عامة والتنمية التراثية بصفة خاصة، والحفاظ على هذه الذاكرة بصورة معنوية ورمزية”، مبرزا في هذا الإطار المكنونات التنموية للتراث في حالة تثمينه، وإمكان “الاستفادة منه في التنمية المستدامة، في الجانب الاقتصادي”.
ورفض رئيس قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة مفهوم “الاختلاف” حول مكونات ثقافية بالمنطقة بين بعض دولها، قائلا: “لا يوجد اختلاف في العالم الإسلامي، بل ثراء وتنوع باعتبار اختلاف العناصر الثقافية باختلاف الدول وخصوصياتها ومميزاتها؛ فالكسكس المغربي ليس هو الكسكس التونسي مثلا (…) وهو ما لا يقتصر على الإعداد بل يمتد إلى التقاليد والعادات والمجالات الأنثروبولوجية والاجتماعية والسلوكيات المعبرة عن هذا الموروث المشترك”.
من جهته، قال نامي صالحي، خبير في قطاع الثقافة والاتصال بـ”الإيسيسكو”، إن معايير تسجيل معطيات ثقافية في قائمة تراثِ العالم الإسلامي “علمية؛ من خلال استمارات محددة، فيها معلومات ثابتة ومعايير محددة، تحدد استجابة الموقع أو العنصر الثقافي لها، من خلال التقييم الذي تجريه المنظمة بالتعاون مع خبراء خارجيين؛ لأننا نود أن يكون العمل شفافا وعلميا”.
وأوضح المصرح أن مقصد عمل المنظمة مع خبراء خارجيين هو “أن يكون التقييم جديا وقويا وموضوعيا”، وهكذا “عندما ينجح الموقع أو العنصر في الاستجابة إلى معايير محددة نطلب تسجيله بلجنة التراث في العالم الإسلامي، وهي لجنة حكومية تمثل جميع بلدان العالم الإسلامي”.
وذكر الخبير أن “لدى قطاع الثقافة سكراتريات تقدم تقييماتها لهذه العناصر والممتلكات الثقافية إلى اللجنة، لتبث هذه الأخيرة في تسجيلها على اللائحة التمهيدية أو على اللائحة النهائية أو تطلب من الدولة إعادة النظر في الملف أو العنصر إذا لم يستكمل بعد جميع المعايير المطلوبة”.
يذكر أن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) قد اعتمدت، في شهر يوليوز الجاري، 141 موقعا تاريخيا وعنصرا ثقافيا، في قوائم التراث في العالم الإسلامي النهائية والتمهيدية للتراث المادي وغير المادي؛ وهو ما يرفع عدد المواقع والعناصر المسجلة في قوائم “الإيسيسكو” إلى 473 موقعا وعنصرا، بـ 34 دولة.