تشهد مختلف المدن المغربية حركية غير معتادة بقدوم عيد الأضحى؛ فالمسافات تهون أمام رغبات قضاء شعيرة دينية اجتماعية مع الأهل، خصوصا بالنسبة إلى الجالية التي حرمها فيروس كورونا من زيارات معتادة.
وتوافدت أعداد مهمة من أفراد الجالية على مدن متفرقة من المغرب، حيث عاينت هسبريس على طول الطريق السيار الرباط أكادير حضورا كبيرا لسيارات ذات ترقيم أجنبي، تسارع الزمن للحاق العيد.
وتعرف المدن المغربية، خصوصا الصغيرة منها، حركية اقتصادية كبيرة فيما يتعلق بالمنتوجات التقليدية بفضل وجود الجالية المغربية المقيمة بالخارج. كما استعادت العديد من الفضاءات السياحية الترفيهية نشاطها.
وعاينت هسبريس وجود أفراد الجالية في سواحل أكادير والرباط وغيرهما، كما استقت آراء العديد من أرباب وكالات كراء السيارات الذين كان جوابهم بندرة العربات أمام موجة حجز مسبقة غطت شهري يوليوز وغشت كاملين.
سنة استثنائية
قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، قال إن العودة تخلق رواجا كبيرا في مدن عديدة، خصوصا فيما يتعلق بالأكباش وكل ما يدور في فلك عيد الأضحى.
وأضاف بوصوف، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الجالية التي لم تستطع الذبح خارجا أو القدوم إلى المغرب بعثت المبالغ المالية المخصصة لشراء الأضاحي إلى المعوزين والأسر بالمغرب، مشيدا بالعمل التضامني لمغاربة العالم.
وأشار المتحدث إلى أن الجالية توافدت بأعداد مهمة خلال هذه السنة بعد أعوام من إجراءات كورونا، مؤكدا ضرورة توفير جميع التسهيلات الجمركية والأمنية لتأمين عملية الدخول.
المنتوج الوطني
إدريس الفينا، المحلل الاقتصادي المغربي، اعتبر أن الجالية تلعب أدوارا مهمة في تحريك الاقتصاد الوطني طوال السنة والأمر ليس موسميا؛ لكن هناك فترات ذروة تشهد دينامية كبيرة جدا، لافتا إلى من بين الفترات المواسم الدينية والعطل الصيفية.
وأشار المحلل الاقتصادي المغربي إلى أن الأرقام تكشف بالملموس حجم المساهمة التي تقدمها الجالية للاقتصاد الوطني خلال فترة عيد الأضحى على سبيل المثال.
وشدد المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس، على أن أهم ما يطبع هذه الفترة بحضور الجالية المقيمة بالخارج هو حركية المنتوج الوطني، معتبرا أن الاستهلاك الداخلي يكون مرتفعا بشكل جيد جدا.