دعا فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، التكتل الأوروبي إلى زيادة التعزيزات اللوجستيكية والموارد المالية لمحاربة الهجرة غير النظامية بمنطقة شمال إفريقيا؛ وذلك على ضوء الأحداث العنيفة التي شهدها المعبر الحدودي الفاصل بين الناظور وثغر مليلية.
وحسب وكالة “أوروبا بريس” للأنباء، فقد دافع وزير الداخلية الإسباني عن الجهود المغربية لاحتواء أزمة الهجرة غير النظامية، مؤكدا ضرورة مساعدة المغرب من أجل محاربة موجات المهاجرين التي تتدفق عليه في الأسابيع الأخيرة.
ولفت المسؤول الحكومي الإيبيري إلى أهمية التدبير الجيد لمعضلة الهجرة بشمال إفريقيا، من خلال رفع المنح المالية الأوروبية المخصصة لبرامج التعاون في المجال ببلدان المنطقة، خاصة المغرب، مشيرا إلى عدم كفاية المساعدات المنتظمة في الظرفية الحالية.
وكشف فرناندو غراندي مارلاسكا عن إعداد سياسات جديدة لمواجهة “مافيات التهريب” بالمنطقة، بعد اطلاع الاتحاد الأوروبي على مدى خطورة الأعمال العنيفة التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الصدد، قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن “دعوة وزير الداخلية الإسباني الاتحاد الأوروبي إلى رفع الاعتمادات المالية المخصصة للمغرب من أجل تمويل برامج محاربة الهجرة غير النظامية تأتي في إطار السياق العام لما تشهده علاقات البلدين من تطابق للمصالح”.
وأضاف بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تلك الدعوة يمكن تفسيرها بـ”التقارب بين المغرب وإسبانيا في العديد من القضايا، وكذلك في ظل الوضع الخاص الذي أفرزته أحداث مليلية من تحديات في إطار الحد من الهجرة غير النظامية بعد وفاة 24 مهاجرا”.
وأردف الفاعل الحقوقي بأن “الاتجاه العام يذهب إلى اعتماد البلدين على المقاربة الأمنية؛ وذلك بتكثيف حملات المراقبة والإبعاد والتدخل بعنف لصد أي محاولات للهجرة، وكذلك التضييق على المهاجرين؛ لكن للأسف الشديد ما يلاحظ، بعد أحداث مليلية المحتلة، هو محاولة “شيطنة” ظاهرة الهجرة والمهاجرين، ضدا في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها البلدان”.
وصرح مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، بأن “الأحداث التي عرفتها مليلية كانت نتاج مخطط مدروس”، مشيرا إلى انتهاج المهاجرين لأساليب تنطلي على عنف كبير تجاه أفراد القوات العمومية.
وأوضح بايتاس، خلال ندوة صحافية عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي، أن “المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذه العملية كانت نتاج مخطط مدبر بطريقة مسبوقة، وبشكل مدروس وخارج عن الأساليب المألوفة التي ينتهجها المهاجرون”.