في جنازته، كان لا بدّ أن تحضر الصحافة لتنعيه؛ فقد اجتمع القلم و”الرصاص” وعدسات الكاميرا في مشهدٍ متكامل، لا ينقصه إلا حضوره، حتى تكون اللحظة لحظة وفاء لروح الفقيد عبد الله الستوكي، قيدوم الصحافيين المغاربة.
وقد جرى، زوال اليوم الأربعاء، تشييع جنازة عبد الله الستوكي، قيدوم الصحافيين المغاربة؛ حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء في جنازة مهيبة بالرباط، بعد أداء صلاة الجنازة حضرتها شخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية وثقافية كانت تربطه بها علاقة طوال مساره، من قبيل: عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومحمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ونور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، وغيرها من الشخصيات.
محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الراحل عبد الله الستوكي بصم تاريخ السياسي المغربي المعاصر، وقد كان يتشبث بالقيم والأخلاق”.
وشدد المسؤول السياسي ذاته على أن الفقيد، الذي يمثل أحد أبرز الصحافيين في الفترة المعاصرة، “شكل نموذجا فريدا في كتاباته”، لافتا إلى أنه “قد كان رجلا له تأثير في الحياة السياسية والثقافية وموسوعة حقيقية”، مبرزا “لقد شكلت مرافقته من ألذ لحظات حياتي”.
من جانبه، قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تصريح لوسائل الإعلام، إن “الراحل كنت أعرفه عن قرب وقد زرته لما كان نازلا في المستشفى”، مبرزا أن الراحل معروف بأخلاقه وكتاباته الموضوعية.
كما صرح نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بأن الراحل كان من بين أفضل الأقلام في تاريخ المغرب المستقل، مبرزا أن الستوكي ساهم في تأسيس عدد من الصحف التي عمل فيها جيل من الصحافيين شكلوا في ما بعد اللبنة الأولى للصحافة المستقلة.
وتقلد الصحافي عبد الله الستوكي، خلال هذا المسار، مجموعة من المناصب التي ساهمت في تكوينه؛ غير أنه ظل لصيقا بالصحافة والكتابة والنشر.
وقال محمد نبيل بنعبد الله، رفيق الراحل ووزير الاتصال الأسبق، إن “السي عبد الله عاش رحمة الله عليه متألقا شامخا، وحتى في السنوات الأخيرة من حياته وهو طريح الفراش ظل رفيقه الأول هو الكتاب، حيث كان يقرأ ثم يقرأ ثم يقرأ، ومن ثم يتوفر على ثقافة عامة قل نظيرها”.
يذكر أن الراحل عبد الله الستوكي، إلى جانب أنه ترأس جمعية الصحافة الفرنكوفونية، تقلد منصبا بديوان الوزير الأول أحمد عصمان، مؤسس حزب التجمع الوطني للأحرار، وبعدها بديوان وزير الدولة في الإعلام أحمد الطيبي بنهيمة، ثم مع وزير الثقافة محمد علال سي ناصر.
لم يقتصر ابن مدينة مراكش على ذلك فحسب؛ بل إن الرجل، ولشدة ولعه بالكتابة والنشر وحتى يخرج رجل الفكر الذي بداخله، أسس دارا للنشر، كانت بابا للمبدعين والكتّاب المغاربة قصد نشر مؤلفاتهم.