يوم عصيب عاشته ساكنة إقليم العرائش بعد اندلاع حريق غابوي مهول، أمس الأربعاء، أتى على الأخضر واليابس، مخلفا خسائر فادحة في الغطاء الغابوي الكثيف على مستوى جماعة بوجديان على الحدود بين إقليمي شفشاون والعرائش.
ودفعت سرعة انتشار النيران الساكنة إلى مغادرة منازلها بعدما أحاطت ألسنة اللهب بالبيوت، كما عجلت بتطوع العشرات من السكان المحليين المجاورين للغابة في عملية إطفاء الحريق الذي نشب منذ أمس، بهدف تأمين المحاصيل الزراعية التي باتت مهددة، بينما انتقل الحريق إلى جماعة وقيادة تطفت.
واستنفر الحادث، الذي تجهل أسبابه، فرق الإطفاء من أجل إخماد ألسنة النيران التي أتت على مساحات شاسعة، وعجلت بحلول ممثل السلطة المحلية ومصالح المياه والغابات ورجال الوقاية المدنية وعناصر من القوات المساعدة والدرك الملكي بعين المكان لدعم الجهود البرية لتطويق الحريق المدعومة بشاحنات صهريجية وآليات للإطفاء.
ويواصل الحريق المخيف اجتياح غابات القصر الكبير بإقليم العرائش، بعدما أحاط بتجمعات سكانية، خاصة دوار العزيب حيث التهمت ألسنة اللهب قطعان الماشية ومنازل وبيوت الساكنة المجاورة للغابة، بينما تقترب النيران من دوار العنصر، التابع لجماعة بوجديان قيادة تطفت، وفق ما أوردته مصادر من عين المكان.
وفي وقت أكدت فيه المصادر ذاتها نجاح جهود الإطفائيين والمتطوعين في السيطرة على حريق غابة “لابيكا” ضواحي العرائش دون تسجيل خسائر في الأرواح، تتواصل المجهودات لتطويق حريق غابات القصر الكبير.
ووصفت المصادر ذاتها، في اتصال بهسبريس، الحريق بـ”غير المسبوق” بحكم تضرر المحاصيل الزراعية وأشجار الزيتون واحتراق عشرات المنازل والبيوت، مضيفة أن ألسنة اللهب تتجه نحو دواوير عين قرار والدمنة وسيدي يسف والهلالمة وامكادي والعنصر وجهجوكة.
كما التهم الحريق مساحات شاسعة من مكونات الغابة والغطاء النباتي الكثيف، وتجد عناصر الإطفاء صعوبة في إخماده بفعل وعورة المسالك، علاوة على تواجد حشائش ساعدت على انتشاره، فيما تتواصل المجهودات للسيطرة عليه بعد أزيد من 24 ساعة من العمل الميداني المتواصل.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، ذكر فؤاد العسالي، مدير المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية، أن النيران تسببت في أضرار تصل إلى 800 هكتار من الغطاء الغابوي بالنسبة للحريق الواقع بسبت القلة ـ بوجديان (إقليم العرائش)، و 80 هكتارا بالنسبة لحريق ساحل المنزلة (إقليم العرائش)، و 190 هكتارا بالنسبة للحريق الواقع بمقريصات ـ زومي (إقليم وزان).
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عصيبة تنذر بكارثة بيئية وأضرار بمكونات الغابة، وسط مطالب بتعزيزات من الجيش وتدخل طائرات “كنادير” لتفادي الأسوأ.
ووفق العسالي، تمت تعبئة عدد مهم من الشاحنات الصهريجية والآليات البرية للسيطرة على هذه الحرائق، مدعومة جوا بأربع طائرات “كانادير” تابعة للقوات المسلحة الملكية و 4 طائرات “توربوتراش” تابعة للدرك الملكي.