بعد خمسة أيام من اشتداد الحرائق بنواحي العرائش، تمكنت الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية من احتواء البؤر المنتشرة في الغابات، لاسيما في منطقة ساحل المنزلة.
وأكد عبد المجيد نافع، المدير الإقليمي للمياه والغابات في العرائش، أن الجهود لا تزال متواصلة بكثافة لتطويق حريق غابة القلة (العرائش) وحريق ساحل المنزلة الذي أتى على 470 هكتارا من الغطاء النباتي.
وأضاف نافع، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والسّلطة المحلية وجمعيات المجتمع المدني كلها مجندة لمواجهة هذا الوضع، مبرزا أنه لم يتم إجلاء المواطنين بمنطقة ساحل المنزلة بسبب بعد الحريق عن منازلهم.
وقد تم وضع خلية على المستويين المركزي والمحلي من أجل تحديد التدابير والإجراءات اللازمة والعاجلة لمواكبة الساكنة المتضررة وبرمجة مشاريع تنموية مندمجة.
ولليوم الخامس على التوالي تواصل مختلف فرق مكافحة حرائق الغابات، التابعة لعدة قطاعات ومؤسسات، وفق استراتيجية مضبوطة، ضمان فعالية التدخل الجوي والبري، رغم ارتفاع درجات الحرارة ووعورة التضاريس وهبوب رياح “الشركي”.
وقد بلغ مجموع المساحة المتضررة، منذ مساء الأربعاء حتى حدود اليوم الأحد 17 يوليوز، 6.600 هكتار.
وقد انصبت الجهود الميدانية لفرق التدخل في البداية على تأمين سلامة الدواوير المجاورة للحرائق، والحفاظ على ممتلكات سكانها، حيث تم بشكل استباقي إخلاء 20 دوارا.
ومن أجل مواجهة هذه الحرائق تمّت تعبئة حوالي 2.000 عنصر من المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المسلّحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، معززين بشاحنات الإطفاء وسيارات التدخل السريع. كما تمت الاستعانة خلال هذه العمليات بـ5 طائرات “كنادير” و8 طائرات من نوع “توربو تراش” تابعة للدرك الملكي.
ولأول مرة تمت الاستعانة بطائرة “درون” تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق، وبالتالي تحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية بعد دراسة وتحليل الصور تحت الحمراء.
وقد تم احتواء 3 حرائق بصفة نهائية. ويتعلق الأمر بحريق تاهلة (تازة) وساحل المنزلة (العرائش) ومقريسات (وزان)، بالموازاة مع عودة 95 بالمائة من السكان إلى منازلهم بعد السيطرة الكاملة على هاته الحرائق.
وتبقى الجهود متواصلة بكثافة لتطويق باقي الحرائق في الساعات المقبلة، حيث بلغت نسبة السيطرة على حريق غابة القلة (العرائش)، الذي أتى على حوالي 5.300 هكتار، حوالي 70 بالمائة، و80 بالمائة بالنسبة لحريق غابة جبل الحبيب (تطوان)، وأزيد من 70 بالمائة بالنسبة لحريق غابة تاسيفت (شفشاون).