بين تعزيز الشراكة العسكرية والأمنية التي لم تتأثر بتوقف العلاقات الدبلوماسية، والبحث عن مخارج لإقناع الرباط بضرورة الانضمام إلى حلف إسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية ومليشياتها، يصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى المغرب الأسبوع المقبل.
ويرتقب أن يحل أفيف كوخافي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بالمغرب بداية الأسبوع الجاري، لتدارس مجموعة من الملفات الثنائية؛ وهي أول زيارة رسمية لهذا المسؤول العسكري رفيع المستوى إلى المغرب.
وتعيش المنطقة الشرقية الأوسطية على وقع تموجات سياسية ودبلوماسية متسارعة، تتابعها الرباط باتزان وهدوء دون أن تقع في حرب التموقعات، التي تسعى إسرائيل إلى رسمها بهذه الزيارة.
إلياس الموساوي، الباحث في العلاقات الدولية، قال إن هذه الزيارة يمكن قراءتها من خلال زاويتين أساسيتين.
ووقف المحلل عند الزاوية الأولى والتي تكمن في استكمال بعض الأوراش العسكرية المشتركة التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيره المغربي إبان زيارته الأخيرة للمغرب.
وأوضح الموساوي، في تصريح لهسبريس، أن هذه المشاريع والأوراش تحتاج إلى تتبع دائم ودينامية مستمرة لإنجاحها وبلورتها على أرض الواقع. ومن بين هذه المشاريع المشتركة التي تحتاج إلى دفعة جديدة هي بلورة إستراتيجية واضحة لإعطاء الانطلاقة لإنتاج الدرونات بمختلف أنواعها، ناهيك عن مناقشة إمداد المغرب بأنظمة دفاعية متطورة كانت محل نقاش وزير الدفاع الإسرائيلي في الزيارة الأخيرة.
أما الزاوية الثانية، حسب الباحث في العلاقات الدولية، تكمن في محاولة إسرائيل تشكيل حلف دفاعي موجه ضد إيران ومليشياتها المنتشرة في المنطقة.
واعتبر الباحث ذاته أن إسرائيل ترى في المغرب دائما ذلك الحليف الإستراتيجي الذي يمكن أن يعول عليه في أحلك الظروف، خاصة بعد بداية تشكل أحلاف عسكرية تقودها الدول العظمى تمهيدا لإمكانية أن تظهر أقطاب أخرى تقود العالم بعد بوادر أفول القطبية الأحادية.
وبالنسبة للمغرب، شدد الموساوي، يسعى إلى استغلال هذه التحولات لتقوية جودة قوته المسلحة بأحدث الأسلحة الغربية، للاستعداد لمجابهة هذه البيئة الدولية المتشنجة التي تتغير بين الفينة والأخرى.