في المحطات الصعبة والحرجة، يتوحد المغاربة لمواجهة المصائب والكوارث التي تصيب البلاد، من خلال إطلاق حملات إنسانية تضامنية مع الضحايا؛ وهو ما برز مؤخرا بعد موجة الحرائق التي انتشرت في مناطق واسعة من شمال المملكة.
وعلى طول ستة أيام، تشهد مناطق شمال المغرب موجة حرائق لم تشهدها البلاد منذ سنوات طويلة، حيث تضررت مساحات شاسعة من الغابات الجبلية وهدمت منازل سكنية وتعرضت محاصيل زراعية عديدة للتلف.
وقد انطلقت قوافل إنسانية تضامنية صوب إقليم العرائش، الذي نال حصة الأسد من هذه الحرائق؛ وذلك من أجل تقديم المساعدة للمتضررين الذين يقدر عددهم بالآلاف..
وتناقل عدد من النشطاء صورا تظهر شاحنات وسيارات رباعية الدفع تصل إلى مواقع الحرائق والمناطق المتضررة، وهي محملة بالأفرشة والأغطية والمواد غذائية والأدوية، حيث أشرف على تجميعها شباب متطوع بدون انتماء سياسي.
واستبق هؤلاء الشباب مبادرات الحكومة من خلال تقديم الحاجيات الأساسية للمواطنين المتضررين ماديا ومعنويا جراء موجة حرائق التي تضرب مناطق الشمال؛ من خلال توفير مكان لإيواء الأسر التي تم إجلاؤها، وتعويض المتضررين ماديا.
وانتشر وسم “أنقذوهم ساعدوهم” على مواقع التواصل الاجتماعي طوال أيام الحريق، ويقول نص الحملة: “إنهم الآن يعيشون ظروف مأساوية ومزرية.. إنهم بلا مأوى وبلا أكل.. إنهم إخواننا وأحبابنا.. إن أهل القرى والمداشر هم العمود الفقري للمغرب.. إنهم جاهدوا وناضلوا من أجل استقلال المغرب”.
وقال محمد القاسمي الحمومي، المشرف على هذه الحملة: “فور إعلان الحريق كانت هناك مهمة استطلاعية في نواحي القصر الكبير من أجل استبيان حقيقة الوضع”.
وأضاف في تصريح لجريدة هسبريس: “المتضررون كانوا في حالة ذعر ورعب حقيقيين”، مبرزا أن المتطوعين وزعوا المياه وحاولوا تهدئة الفارين من النيران.
وقد استمرت الحرائق وتطلب الأمر تدخلا شاملا من خلال توفير الحاجيات الأساسية للمواطنين المتضررين، حيث “تم تجهيز سيارات محملة بالمياه والخبز وعلب التون”، وفق الحمومي.
وأضاف: “نقوم أيضا بنقل المسنين والنساء إلى أماكن آمنة. بينما فضل الشباب والرجال الاستمرار في الجبهات لمواجهة الحرائق، بحكم أنهم المعنيون الأساسيون بحماية ممتلكاتهم”.
وكشف أن المداشر التي استفادت مرة أو أكثر من توزيع المياه الدمنة، الحلية، الشعرة، مكادي، صخرة القط، هلال الما، تغرابوت، العنصر، تفر.