تفاعل “قصر المرادية” مع الزيارة التي يقوم بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى المغرب بكثير من التوجس الأمني، اعتباراً للدوافع العسكرية التي تحرك الجزائر في إصدار مواقفها الخارجية.
صحف جزائرية انتقدت من جديد الزيارة الإسرائيلية للمملكة، بدعوى “خيانة” القضية الفلسطينية، وتسريع “مسلسل التطبيع”، وخدمة الأجندة الأمنية الإسرائيلية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وتُرجع فعاليات جامعية ردود الفعل الجزائرية إلى التخوف من الصفقات العسكرية والتكنولوجية المتطورة التي تعقدها المملكة المغربية مع إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، في ظل التقارب السياسي المتواصل بين البلدين.
وقد حلّ أفيف كوخافي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بالمغرب يوم الاثنين لتدارس مجموعة من الملفات الثنائية، وهي أول زيارة رسمية لهذا المسؤول العسكري رفيع المستوى إلى المغرب.
ويأتي ذلك بعد الزيارة المهمة التي قام بها بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، إلى الرباط لتوقيع اتفاقيات أمنية عديدة بين البلدين، بالإضافة إلى العديد من الزيارات الرسمية الأخرى التي قام بها مسؤولون في أجهزة الداخلية والمخابرات الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، قال عبد الواحد أولاد ملود، باحث في الشأن الأمني والاستراتيجي لمنطقة شمال إفريقيا، إن “الزيارة الدبلوماسية لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي يطغى عليها البعد الأمني بسبب التحديات الإقليمية المطروحة”.
وأضاف أولاد ملود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب صار ينوع شراكاته مع القوى الكبرى في السنوات الأخيرة، عوض الاعتماد على حليف واحد فقط”.
وأوضح الخبير ذاته أن “الانتقادات الجزائرية دائما ما تلاحق المغرب، وتكون غالباً غير عقلانية، بفعل عقيدة العداء التي تحكم الجيش الجزائري إزاء صناع القرار السياسي بالمغرب”.
وتابع بأن “الشراكات الأمنية التي يعقدها المغرب مع الأجانب، أو المناورات العسكرية التي يجريها مع القوى الكبرى، أو التحالفات الدبلوماسية، تجد صدى سلبيا لدى الجارة الشرقية”.
وواصل المتحدث بأن “الجزائر ستلجأ بالطبع إلى التهديد وخلق سيناريوهات جديدة للرد على الزيارة الإسرائيلية رفيعة المستوى إلى المغرب، وهو ما يندرج ضمن أساليب التضليل الإعلامي تجاه الدول”.
وخلص أولاد ملود إلى أن “كل الأوراق الجزائرية قد استنفدت، وتحاول الجزائر بذلك خلق سيناريوهات دراماتيكية تندرج في صلب سياساتها المعادية للتوجهات المغربية على الصعيدين الداخلي والخارجي”.