ظفرت مسرحية “الليلة”، لمخرجها طارق بورحيم، بجائزة أفضل إخراج مسرحي في مهرجان الرحالة الأردني، بعد مشاركة فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب في المسابقة الرسمية للدورة الأولى من هذا الموعد الفني.
وتحضر في هذه المسرحية وجوه شابة من مدينة سيدي يحيى، وهي تشخيص لمسرحية الكاتب عبد اللطيف الطيبي المعونة بـ”شبح الألوان”، وأعد سينوغرافياها كل من تهامي خلوق وأحلام دافنتشي، وأدار إنتاجها العياشي الفطس، وشارك فيها أحمد البرارحي، حمزة بومهراز، بدر تايكة، علي بومهدي، سعاد أيت أوكدور، لبنى بوطيب، ومراد فدواش.
وتحمل هذه المسرحية، وفق مخرجها طارق بورحيم، هدف “تأطير الشباب في حياة مدنية مرتبطة بقيم وأخلاق مغربية افتقدناها”.
ومع حضور “الليالي الكناوية”، يضيف المخرج في تصريحه لهسبريس، أن شخوص العرض تستمد أسماءها من “الأولياء الذين يحضرون في الليلة، مثل حمو وميرة ومليكة… وهي أسماء مستعارة اعتمدنا عليها في المسرحية لتقديم الإشكالات الاجتماعية التي يتعرض لها الشباب مرحليا، في إطار التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي وتعاطي المخدرات… وبالأساس منظومة القيم المغربية الأصيلة التي تم العبث فيها بمجموعة من المؤثرات السلبية، والتي نحن في الحاجة إلى ترميمها”.
أما لغة عرض “الليلة” فتستند إلى “أشعار زجلية، بدارجة مغربية أصيلة مرتبطة بلغة الملحون”، وهو ما ينصب في سياق توجه هذا العمل إلى “مختلف شرائح المجتمع”.
ووفق الفرقة المسرحية فإن هذا العرض يمنح المتلقي “في إيحاءاته الإيقاعية ذات النبرة الحزينة في العمق جواز سفر نحو عوالمِ المسكوت عنه في الذات التي يعلوها صدى الصمت الرهيب، والتي تختمر في أحشائها رواسب وتراكمات سيمفونية الأحاسيس المعزوفة على إيقاع النضال والكفاح والوعي الشقي، وميلودرامية البحث عن الحلم اللامتناهي المتمثل في رد الكرامة للإنسان وفق منظومة قيم نبيلة”.
يذكر في هذا الإطار أن مسرحية “بيت الطيب” من مصر فازت بجائزة أفضل نص مسرحي لعلي أبو سالم، وظفر مخلد جاسم العبيدي بجائزة أفضل ممثل عن مسرحية “ميّت مات” من العراق، فيما نالت الأردنية نور أبو سماعة جائزة أفضل ممثلة عن مسرحية “قطار”؛ في حين ظفرت مسرحية “ميت مات” العراقية بجائزة أفضل عرض مسرحي بالمهرجان الأردني.
ويحمل مهرجان مسرح الرحالة لفنون الفضاءات المفتوحة، المنظم بالعاصمة عمان، رسالة “تجسير الفجوة بين الجمهور والمسرح، وخلق مسرح تفاعلي حي لكافة شرائح المجتمع، واجتراح فضاءات مغايرة للعروض تثير الدهشة والتفكير لدى المتلقي، وبث الروح في الأماكن التاريخية الأثرية، وإشاعة ثقافة البهجة والجمال في الشارع الأردني، حتى لا يبقى المسرح حكرا على مناطق وفئات محددة”.