خاض مجموعة من سكان دوار “أولاد بورحمون”، بجماعة أولاد بورحمون بإقليم الفقيه بن صالح، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة، للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب.
وردد المحتجون عدة شعارات، من قبيل “علاش جينا واحتجينا، على الماء لي بغينا”، و”الجماعة ها هي والمسؤول فينا هو”؛ فضلا عن شعارات أخرى تدعو السلطات والمجلس الجماعي إلى التدخل من أجل رفع معاناة ساكنة الدوار مع النقص الحاد في الماء الصالح للشرب منذ أزيد من 6 أشهر.
ويطالب المحتجون الجهات المختصة بالتدخل الفوري من أجل تزويد دوار أولاد بورحمون بالماء الصالح للشرب، ورفع المعاناة عن الساكنة التي تضطر، حسب إفادات لهم، إلى تدبير حاجياتها من الماء من آبار للسقي بعيدة عن الدوار.
وفي تصريحات متطابقة عبر المحتجون عن رفضهم أي إجراءات قد تطول، مشيرين إلى أن مطلب الماء لا يخضع لباقي الإجراءات المعتادة التي تتطلب مقررا للمجلس الجماعي، لكون الساكنة في حاجة ماسة إليه منذ زمن احتجاجها.
وقال عبد الحق المناوري، من دوار أولاد بورحمون، إن “الساكنة تعيش في وضعية صعبة جراء العطش”، وإن “نساء وشيوخ وأطفال الدوار بات همهم الوحيد هو البحث عن الماء”، مشيرا إلى أن “الساكنة تلقت وعودا بشأن حفر ثقب مائي، إلا أن ذلك تعذر بسبب شروط الصفقة”.
وطالب المتحدث المجلس الجماعي والسلطات بالإسراع في حفر ثقب مائي، لسد الخصاص الحاصل على مستوى هذه المادة الحيوية، مؤكدا أن “الساكنة لم تعد قادرة على التعايش مع هذه الظرفية المتسمة بارتفاع درجة الحرارة وشح المياه، وعدم اكتراث المسؤولين”.
من جهته، أوضح مصطفى رحمون (39 عاما)، العضو في جمعية النور المناط بها تدبير الماء، أن الجمعية حفرت بئرا بعمق 130 مترا بدعم من الجالية والمحسنين، ولم تجد به ماء، كما أنها سبقت أن تقدمت بطلب إلى الجهات المعنية بشأن إعادة هيكلة شبكة الماء والطاقة الشمسية، “إلا أن طلباتها تبقى حبيسة الرفوف”، مشددا على أن “الوضع صعب للغاية، فيما مطلب الماء يتطلب إجراء مستعجلا”.
وأشار رحمون إلى أن “الدوار يتوفر على أراض للجموع تقدر بمئات الهكتارات، ويتم كراؤها بحوالي 7500 درهم سنويا؛ ومع ذلك تظل منطقة أولاد بورحمون تعاني من عطش شديد، ومازالت تعول على المحسنين وأفراد الجالية من أجل حفر ثقب مائي لا يكلف سوى بضعة ملايين”، داعيا المسؤولين إلى تسريع وتيرة الإجراءات الخاصة بحفر ثقب مائي بالدوار.
وفي معرض تعليقه على احتجاج الساكنة، قال بدوي الشرقاوي، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لأولاد بورحمون، إن “مشكل ندرة المياه بات مطروحا بعدد من دواوير الجماعة بسبب تراجع الفرشة المائية وقلة التساقطات”، وإن “الموضوع يستأثر باهتمام المجلس والسلطات على حد سواء”؛ كما أوضح أن “المجلس الجماعي لأولاد بورحمون كان قد أعلن عن فتح الأظرف يوم 28 يوليوز الماضي لحفر عدد من الآبار بالدواوير المتواجدة بتراب الجماعة، لكن الصفقة لم تتم لأن الأثمان المعلنة لم ترق المقاولين”.
وأكد الشرقاوي أن “هناك مجهودات تبذل الآن بشكل استعجالي من أجل إيجاد حل لندرة المياه، سواء من خلال عقد شراكات مع الجمعيات أو عبر حل متوافق عليه مع السلطات الإقليمية”، مشيرا إلى أن “المجلس سيعقد في القريب العاجل اجتماعا مع المسؤولين في عمالة الفقيه بن صالح للتسريع في حل هذا المشكل”.