استقبلت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الثلاثاء، بمصالح الإذاعة الأمازيغية وقناة “تمازيغت”، ممثلين لجمعيات مغاربة العالم ببلدان السينغال وإسبانيا وفرنسا وهولندا وإيطاليا؛ وذلك في إطار فعاليات اليوم الثاني من الأبواب المفتوحة للشركة سالفة الذكر لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، المنظمة تخليدا لليوم الوطني للمهاجر.
ويهدف هذا النشاط، وفق بلاغ صحافي توصلت به هسبريس، إلى التواصل وتعزيز الأواصر مع هذه الفعاليات والجمعيات التي تضطلع بأدوار مهمة في مواكبة وتأطير مغاربة العالم ودعم ارتباطهم ببلدهم الأصل، من خلال تقريبها من كواليس الأعمال والمجهودات التي تقوم بها الإذاعة الأمازيغية والقناة التلفزية “تمازيغت” من أجل تجسيد التزام هذا المرفق العام بالمساهمة في تثمين ونشر الثقافة واللغة الأمازيغيتين، باعتبارهما جزءا لا يتجزأ من الثقافة والحضارة المغربيتين ورصيدا مشتركا لكل المغاربة.
وفي هذا الباب، أورد البلاغ ذاته، ذكر عرض للمديرية المركزية المكلفة بالبرامج الأمازيغية في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أمام المشاركين بالسياق الوطني لإحداث قناة “تمازيغت”، والذي تميز بالأهمية التي توليها بلادنا للأمازيغية، منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، وكذا السياق المؤسساتي المرتبط بالتحولات التي شهدها حقل الإعلام السمعي البصري ببلادنا، والتغيير القانوني والمهني الذي عرفته الشركة ذاتها.
وتعرف المشاركون على الأعمال التي تقوم بها القناة الثامنة في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالبرامج المخصصة للمغاربة المقيمين بالخارج، والتي تهدف من خلالها إلى معالجة قضايا الشأن العام التي تعني مغاربة العالم ومشاركتهم، مع مراعاة التنوع الثقافي والاجتماعي والمجالي الذي يميزهم، علاوة على مجهوداتها من أجل إدماج المواطن المغربي الناطق بالأمازيغية في الإعلام السمعي البصري، وكذا ترسيخ حضور الثقافة واللغة الأمازيغية في أوساط المغاربة غير الناطقين بالأمازيغية، فضلا عن تشجيع الإبداع الأمازيغي في مختلف الفنون والمعارف والعلوم.
كما اطلع المشاركون، على هامش جولة بمختلف أقسام ومصالح التحرير والإنتاج لقناة “تمازيغت”، على الدور الذي تلعبه القناة في التأهيل الغرافيكي لحرف “تيفيناغ”، وحرصها على المساهمة في تدبير التعدد اللغوي والثقافي ببلادنا وخصوصا الأمازيغية، عبر تقنية البث المتزامن للبرامج بالروافد الأمازيغية الثلاثة (تاشلحيت، تمازيغت، تاريفيت)، وإنجاز أعمال وإنتاجات تسبر أغوار البحث العلمي والثقافي في موضوع الأمازيغية، كرافد من روافد الهوية المغربية، والاهتمام بالمكون الثقافي الأمازيغي وصيانة مظاهره الثقافية المادية.
وعلى مستوى مصالح الإذاعة الأمازيغية، تعرفت الفعاليات الجمعوية لمغاربة العالم على ما تحققه هذه الخدمة العمومية العريقة من إنجازات في ما يتعلق بتقديم وتعزيز المعرفة لأفراد الجمهور وبخاصة في مجالات الأخبار والبرامج الاجتماعية والدينية والثقافية بالروافد الثلاثة للغة الأمازيغية، والأشواط المهمة التي قطعتها فيما يخص التواصل مع مستمعيها منذ تأسيسها عام 1938، ضمن مسار توج مؤخرا بالانتقال إلى البث المتواصل 24/24 ساعة، ما كرس موقعها إذاعة قرب بامتياز، تستجيب لتطلعات مستمعيها بمختلف روافدهم اللغوية؛ وذلك تجسيدا للتنوع اللغوي الذي يزخر به المغرب.
يشار إلى أن فعاليات الأبواب المفتوحة لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، المنظمة من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تخليدا لليوم الوطني للمهاجر، الذي أقره الملك محمد السادس، تشكل مناسبة للتواصل وتعزيز الأواصر مع مغاربة العالم. كما تأتي هذه الأبواب المفتوحة لتقريب وفود شبابية وجمعوية وإعلامية من مغاربة العالم من موقع المؤسسة وأدوارها كمرفق عام إعلامي في تعزيز وتقوية الروابط الهوياتية للمغاربة المقيمين بالخارج مع وطنهم.