يتواصل صراع الأجنحة داخل الجيش بالجارة الشرقية من أجل بسط النفود على مؤسسات الدولة والتحكم في السلطة من طرف الكابرانات الذين طردهم الحراك الشعبي سنة 2019، قبل أن يعودوا للواجهة مرة أخرى بعد تصفية الجنرال القايد صالح الذي تولى منصب الرئاسة بعد إطاحة الحراك الشعبي بالرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وأدى الصراع القائم داخل المؤسسة العسكرية بالجزائر بين ما يسمى بأجنحة الجيش، إلى الإطاحة بالعقيد طارق اعميرات، وهو ضابط سابق رفيع المستوى بمديرية التوثيق والأمن الخارجي (DDSE)، المخابرات الخارجية الجزائرية.
وبحسب موقع “algeriepart”، فقد تم اعتقال الضابط السابق في المخابرات الخارجية الجزائرية أول أمس الأحد، حيث جرى وضعه قيد الاحتجاز من قبل محققين من المديرية المركزية لأمن الجيش (DCSA)، مضيفا أن الموقوف يعتبر موضوع تحقيق غير مسبوق لوقائع تتعلق بمؤامرة دبرت ضد الرئيس الصوري للجزائر عبد المجيد تبون وعائلته.
وشغل العقيد طارق اعميرات منصب رئيس سابق لمكتب الأمن بالسفارة الجزائرية في باريس بين عامي 2017 و2019، وقبل ذلك في عام 2016 شغل نفس المنصب كرئيس لمكتب الأمن بالسفارة الجزائرية في روما، قبل أن يتم سجنه صيف 2019، بسجن البليدة العسكري بتهمة “التآمر والاعتداء على الهرم العسكري”. وفي بداية فبراير 2020، تم الإفراج عنه بعد الوفاة المفاجئة للرئيس الراحل القايد صالح.
وقد تمت إعادة تأهيل الضابط طارق اعميرات ربيع سنة 2021 وتم توضيفه بمديرية التوثيق والأمن الخارجي “DDSE”، بعد وصول اللواء نور الدين مكري في 20 يناير 2021، الملقب بـ”محفوظ”، إلى هذه الخدمة السرية الاستراتيجية، حيث تمت ترقية طارق اعميرات بسرعة إلى رتبة عقيد.
وأوضح موقع “algeriepart” أن عودة طارق اعميرات للعمل داخل “DDSE” تم تنظيمها من قبل جماعات الضغط ذات الصلة داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية التي قامت بحملات خلف الكواليس لإعادة تأهيل الضباط السابقين الذين عوقبوا واستبعدوا وسجنوا في عهد القايد صالح ومن بينهم الكابران خالد نزار ومحمد مدين الملقب بالتوفيق وآخرين.