أنهت طائرة عسكرية تابعة للجيش الموريتاني محنة الطفل أحمد ولد أحمدتو ولد هدي، وذلك بعد أكثر من 20 ساعة من مشاهدته جالسا أعلى عمود إسمنتي وسط سيول جارفة.
وغرد الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، مبشرا بنهاية المأساة وبإنقاذ حياة الطفل، منوها بالفرق والسلطات المشرفة على عملية الإنقاذ.
وعرفت جهود إنقاذ الطفل الموريتاني تأخرا في البدء عدة ساعات، بسبب انقطاع خدمات الاتصال عن المنطقة، قبل أن يتم إرسال سيارة إلى عاصمة الولاية لإبلاغ السلطات الإدارية.
وكانت المحاولات الأولى لانتشال الطفل من وسط السيول بدأت من قبل السكان، بالاستعانة بأدوات وأساليب تقليدية؛ وذلك بالموازاة مع محاولة إيصال الغذاء إليه، إذ عمدوا إلى رمي بعض التفاح في محيطه، ليتمكن من التقاط بعضها ليلة البارحة.
كما تناوب السكان على التواصل مع الطفل الصغير، لتنبيهه وطمأنته حتى لا يغلبه النوم وتجرفه السيول؛ وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصيرا لوالده وهو يخاطبه بلقبه ويحثه على عدم النوم قائلا: “شبو لا تركد.. شبو لا تركد.. فالإنقاذ سيصل قريبا”، وتحول إلى “هاشتاغ” لدى العديد من الصفحات.
هذا وعرفت جهود وحدات من الحماية المدنية، وأخرى عسكرية وأمنية، فشلا، ولم تنجح في إخراج الطفل الذي يوجد في منطقة تبعد نحو 700 كيلومتر من العاصمة نواكشوط، وقال السكان إن قائدها كاد يغرق خلال المحاولة التي قامت بها الفرقة لإنقاذ الطفل.
وقالت وزارة الداخلية الموريتانية، ضمن بيان لها، إن طلائع فرق الإنقاذ وصلت إلى المنطقة التي يوجد فيها الطفل، فيما ستصل بقيتها لاحقا، مؤكدة وجود لجنة رفيعة في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموضوع.
وتمكنت طائرة عسكرية تابعة للجيش الموريتاني من انتشال الطفل من أعلى السد، بعد أكثر من 20 ساعة، لتنهي بسلام مأساة منعت النوم من أعين كثيرين في مناطق مختلفة من العالم.