قال محمد السنوسي، المدير التنفيذي للشبكة العالمية لصناع السلام الدينيين والتقليديين، إن للقيادات الدينية دورا كبيرا في إنجاح تفعيل “خطة عمل فاس” للقيادات الدينية لمنع التحريض على العنف المفضي إلى ارتكاب جرائم وحشية.
جاء ذلك خلال انعقاد الندوة رفيعة المستوى للاحتفال بالذكرى الخامسة لميلاد هذه الخطة والتي انطلقت فعاليتها، أمس الأربعاء، بمدينة فاس، والمنظمة من قبل المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان والرابطة المحمدية للعلماء ومكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية، بشراكة مع الشبكة العالمية لصناع السلام الدينيين والتقليديين.
وفي حديثه مع هسبريس على هامش هذه الندوة، عزا السنوسي الأهمية الكبيرة للفاعلين الدينيين في تفعيل الخطة المذكورة إلى الاتصال المباشر للقيادات الدينية بالقواعد على مستوى المجتمع ومختلف دور العبادة، مشيرا إلى أن هذه القيادات، نظرا لقربها من المجتمع، تعرف ما يدور فيه وما يحتاج إليه.
وشدد متحدث الجريدة على أن أهدافا كثيرة تحققت منذ انطلاق العمل بـ”خطة عمل فاس” من طرف الأمم المتحدة قبل خمس سنوات.
وأورد المدير التنفيذي للشبكة العالمية لصناع السلام الدينيين والتقليديين أن هذه الخطة، التي تعتبر وثيقة وآلية مهمة للمساعدة في بناء السلام، جابت مختلف مناطق العالم.
وأردف السنوسي أن القيادات الدينية، وهي تحتفل بالذكرى الخامسة لـ”خطة عمل فاس”، على وعي بالأهمية الكبيرة لدور النساء والشباب في تطبيق وتعزيز هذه الخطة، مؤكدا أن هذه الأخيرة في حاجة إلى لم الجميع حول طاولة واحدة.
وفي هذا السياق، أكد على الدور الذي أصبحت تلعبه المرأة داخل المجتمع المغربي؛ من خلال تجربة المرشدات الدينيات، والتي اعتبرها السنوسي بالتجربة الرائدة التي يجب أن يحتذى بها في العالمين الإسلامي والعربي.
وشدد المتحدث ذاته، أيضا، على فعالية الشراكة بين الأمم المتحدة والحكومات ومنظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف “خطة عمل فاس”، مشيرا إلى أن الاحتفاء بالذكرى الخامسة لهذه الخطة بمدينة فاس يشكل مناسبة لاستحضار الخبرة المغربية في تعزيز السلام العالمي وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وأسندت مهمة تسيير جلسات الندوة رفيعة المستوى للاحتفال بالذكرى الخامسة لميلاد “خطة عمل فاس” للدكتور محمد السنوسي، والتي ناقشت، على الخصوص، “دور القيادات الدينية في تعزيز مجتمعات سلمية، شاملة وعادلة، و”النوع الاجتماعي في خطة عمل فاس: أدوار النساء والشباب المؤمن”، و”تنزيل خطة عمل فاس: التجارب والممارسات الفضلى”.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة اعتمدت “خطة عمل فاس” بشكل رسمي سنة 2017، بعد سنتين من المشاورات التي انطلقت من مدينة فاس تحت رعاية مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمسؤولية عن الحماية.