كتبت صحيفة “إل موندو” الإسبانية، مقالا بخصوص تعليق الجزائر للاتفاقية الموقعة مع إسبانيا المتعلقة بحسن الجوار والتجارة الموقعة في 2002، مبرزة أن المغرب هو الشريك التجاري الأول لمدريد في المنطقة المتوسطية.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية، أن قرار الجزائر تعليق التجارة واتفاقية حسن الجوار مع إسبانيا محدود الأثر، لأن الصادرات الإسبانية نحو الجزائر تساوي 0,7 %، من حجم الصادرات الإسبانية لدول العالم، كما أن الواردات التجارية الإسبانية من الجزائر لا تتعدى 2 مليار أورو سنويا، مؤكدة على أن الرباط هي الشريك التجاري الأكثر أهمية لإسبانيا مقارنة بالجزائر.
وذكرت الصحيفة، أن المملكة المغربية رغم أنها بلد غير مصدر للغاز الطبيعي، إلا أنها تمثل أهمية اقتصادية لمدريد، عكس الجزائر رغم أنها مصدر للغاز، إلا أن حجم التبادل التجاري معها يبقى دون المتوسط.
وفي هذا السياق، أكدت “إل موندو”، أن التبادل التجاري بين المغرب وإسبانيا يصل حجمه السنوي إلى أكثر من 16 مليار أورو، أكثر من 9 مليارات أورو حجم الصادرات الإسبانية إلى المغرب، وأكثر من 7 مليارات أورو حجم الصادرات المغربية إلى إسبانيا.
وحسب ما أعلنه مكتب الاقتصاد والتجارة الإسباني، تحتل إسبانيا الرتبة الأولى من بين دول الاتحاد الأوروبي، من حيث الصادرات إلى المغرب والتي بلغت في 2021، حوالي 8.8 مليار دولار، فيما بلغت واردات المغرب من إسبانيا 8.8 ملايير دولار، وحجم التبادل التجاري بين المغرب وإسبانيا 17.4 مليار دولار.
وتُظهر المقارنة في الميزان التجاري بين إسبانيا والمغرب والجزائر، أن الأهمية الكبرى في العلاقات التجارية بالنسبة لمدريد تبقى هي المرتبطة بالرباط، في حين يرى متتبعون للعلاقات التجارية أن مدريد يُمكن أن تتجاوز “خسائرها” التجارية مع الجزائر، في الوقت الذي يصعب أن تفعل ذلك مع المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار الجزائر الأحادي، بإيقاف التبادل التجاري مع إسبانيا يأتي ضمن ردود الفعل الصادرة من قصر المرادية منذ يوم الأربعاء الماضي، ضد حكومة بيدرو سانشيز التي جددت دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.