لم تتلق إفريقيا حتى الآن أي جرعات من اللقاحات المضادة لجدري القرود، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية دولية الأسبوع الماضي، حسبما أفادت مراكز مكافحة الأمراض في إفريقيا والوقاية منها اليوم الخميس.
وقال القائم بأعمال مدير مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا (وكالة تابعة للاتحاد الأفريقي)، أحمد أوجويل، خلال مؤتمر صحافي افتراضي اليوم الخميس: “لم نتلق أي جرعات حتى الآن. نواصل المحادثات مع الجهات الفاعلة ذات الصلة لإيجاد طريقة لجلب اللقاحات إلى القارة”.
ووفقا لأوجويل فإن أسباب عدم وصول هذه الأدوية إلى إفريقيا -القارة الوحيدة التي سجلت وفيات بسبب هذا المرض- “هي نفسها التي تفسر التأخير في الحصول على لقاحات ضد ‘كوفيد-19’ أو علاج فيروس نقص المناعة البشرية لحوالي 20 عاما”، وأضاف: “اللقاحات في أيدي أولئك الذين لديهم قدرة أكبر أو مكان تصنيع هذه المنتجات”.
وتحصل الدول الغنية، مثل الولايات المتحدة أو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على الأدوية الموصى بها حتى الآن للتحصن ضد جدري القرود.
وأورد أوجويل: “إننا نتحدث مع أصحاب الملكية (الفكرية) حتى يقدروا الحاجة إلى وجود منظور للصحة العامة، وليس منظورا تجاريا خالصا”.
وأشار القائم بأعمال مدير مركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا إلى اكتناز الدول الغنية اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ في وقت مبكر خلال العام الأول للوباء، ما جعل القارة الإفريقية تصل إليها بعد فترة طويلة من دول شمال الكرة الأرضية.
وتعتمد العديد من البلدان الفقيرة في القارة بشكل شبه كامل على برنامج الوصول العادل (كوفاكس)، الذي تروج له منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى، وعلى آلية الشراء الجماعي التي أنشأها الاتحاد الإفريقي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإنه منذ بداية عام 2022 وحتى الآن، تم اكتشاف أكثر من 18 ألف حالة إصابة بجدري القرود في 78 دولة، بينما أكد مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا أنه تم تسجيل أكثر من ألفي حالة إصابة في 11 دولة إفريقية (على الرغم من أن الغالبية العظمى حالات مشتبه بها وليست مؤكدة مختبريا)، بالإضافة إلى 75 حالة وفاة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الدول التي يتوطن فيها المرض هي دول إفريقية: بنين والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والغابون، وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا وجمهورية الكونغو وسيراليون وجنوب السودان وغانا.