صدرت عن منشورات باب الحكمة طبعة جديدة لكتاب “رحالة مغاربة في أوروبا بين القرنين السابع عشر والعشرين” للأستاذ الطيب بياض، بعد طبعة أولى صدرت سنة 2016.
ويهم الكتاب، الذي يُعرض في طبعته الثانية ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الـ27 المنظم بمدينة الرباط، اشتغال المؤرخ بتاريخ الذهنيات والتمثلات لقراءة نصوص رحالة مغاربة زاروا العديد من الدول الأوروبية في سياقات مختلفة ولأغراض متعددة بين سنة 1611 و1922؛ وهو مؤلف يدخل في صنف الدراسات النقدية لأدب الرحلات برؤية مؤرخ وأدوات اشتغال تاريخ العقليات والتمثلات.
وقال مراد موهوب، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “مؤلف الدكتور الطيب يتميز بالجمع بين العمق والإحاطة في التوصيف والتحليل والمتعة والطرافة في النظم والسرد، وهما ميزتان قلما تأتلفان في الأبحاث الأكاديمية”.
وأضاف موهوب، في تقديم الكتاب، أن بياض “يغترف من سعة المعين المعرفي ويتوسل لغة واصفة تمتح من غرابة متون الرحالة ومن بلاغة مفردات حكيهم المسترسل وجمالية انتظام عبارات”.
ولاحظ موهوب أن مؤلف الطيب بياض يجمع بين أدوات التحليل التاريخي التي ترصد سيرورة الأحداث والوقائع ومفاهيم النظر الفلسفي وإجراءات الاستقصاء السوسيولوجي التي تجسر الواقعة التاريخية بالفعل الثقافي والنشاط المعرفي وتصل أحداث الأفراد بتمثلاتهم وعقلياتهم الفردية والجمعية.
وينطوي الكتاب الجديد، وفق تقديم موهوب، على طائفة من القضايا والمفاهيم والإشكاليات التي تتصل بموضوعة الرحلة/السفر – الرحالة/ السفير، والتي عبر عنها بشكل جلي أو مضمر متون بعض الرحالة/السفراء المغاربة أثناء أدائهم لمهامهم الدبلوماسية في بعض الأمصار الغربية (فرنسا-إنجلترا- إسبانيا..) خلال الفترة الممتدة بين القرن السابع عشر والقرن العشرين حيث ضمنوا ذلك في ثنايا متونهم وأوصافهم ومذكراتهم الرحلة التي أنتجوها.
يذكر أن الطيب بياض يشتغل أستاذا للتاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، وأصدر مؤلفات عديدة؛ من بينها “اكتشاف الصين” و”الصحافة والتاريخ”.