لا شيء يغير من صيف طنجة التي تبدو من مدخل محطة القطار السريع في كامل مشمشها، مستعدة لاستقبال الزوار الذين يأتونها من مختلف مناطق المغرب، بغرض الاستجمام ونيل راحة بين ضفاف البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
ومنذ الوهلة الأولى يبدو الإقبال على حاضرة الشمال بارزا، فقطارات “البراق” ممتلئة في مختلف الدرجات عشية الخميس، لتتفرق السبل والأغراض فور وصول المسافرين بين السياحة والعمل.
ولا تتوقف الحركة على طول شارع “البولفار” الرئيسي للمدينة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، فإلى جانب عادة السهر التي كرسها مزاج المدينة، يبدو حضور أفراد الجالية والزوار بارزا في المدينة عبر لوحات ترقيم السيارات.
وعاينت هسبريس إقبالا ملحوظا لزبائن المدينة على خدمات المطاعم، التي تقدم وجباتها على طول اليوم، فضلا عن خدمات التوصيل التي تزيد من الحركية داخل المدينة، لكنها تخلف فوضى ملحوظة على مستوى الشارع العام.
وإلى جانب المطاعم، تشهد المقاهي هي الأخرى رواجا كبيرا، خصوصا في فترات وجبة الإفطار والمساء؛ فيما تفتح حانات وملاهي المدينة أبوابها هي الأخرى للزوار الذين يبحثون عن “أساطير” طنجة الليلية، أو الترويح عن النفس.
وزارت هسبريس ثلاثة فنادق بمسابح ممتلئة بنسب مختلفة، تستقبل الزوار بأثمان متفاوتة بين 200 و300 درهم، وأغلب مرتاديها من العائلات والأطفال والجالية التي يستهويها جو طنجة المعتدل، رغم النشرات الإنذارية المحذرة من ارتفاع درجات الحرارة.
بدوره يعيش قطاع سيارات الأجرة الصغيرة انتعاشة ملحوظة، وفق إفادات مهنيين، خصوصا في خطوط الربط مع الواجهات البحرية وبعض المقاهي والفنادق المعروفة، معتبرين أن السياحة بدأت تسترجع عافيتها بعد سنتين من الركود الحاد.
وتعيش المدينة جوا صيفيا مشمسا معتدلا، كثف من الإقبال على شواطئها كذلك، رغم المشاكل الكبيرة التي يكرسها “حراس سيارات” غير قانونيون ينتشرون في مختلف الأنحاء وعلى طول الشريط الساحلي.
وإلى جانب الإقبال على مختلف الفضاءات الترفيهية، تستقبل طنجة على امتداد نهاية الأسبوع الجاري أوجها ثقافية معروفة ضمن فعاليات مهرجان تويزا، يتقدمها الأديب المغربي الطاهر بنجلون، والمفكر التونسي يوسف الصديق، والروائي الجزائري أمين الزاوي.
ومن المتوقع أن تعرف عروس الشمال على امتداد الأسبوع المقبل أيضا سهرات فنية ضمن فعاليات المهرجان نفسه، يحييها فنانون يتقدمهم الشاب بلال ومجموعة إثران ورشيد القاسيمي ودنيا باطمة وبدر سلطان.