ألقت صحيفة “لاكروا” التابعة لـ”مجمع الأديان” الضوء على إصلاح مؤسسات اليهود بالمغرب لاستيعاب أعداد متزايدة من الزوار، خاصة بعد تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الجالية اليهودية في المغرب هي الأكبر في العالم العربي، إذ يبلغ عدد أعضائها 3000؛ ويجب إصلاح مؤسساتها التي عفا عنها الزمن، خاصة لاستيعاب اليهود المغاربة في الخارج، في حين أن المغرب وإسرائيل حققا تقاربًا مذهلاً.
وفي هذا الإطار قال عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الديانة الإسلامية، إن التطور الحاصل يعزى إلى “ما وقع من تطور في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل”.
وأضاف رفيقي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المغرب حتى قبل هذه التطورات قام بحماية هذه المعابد وضمان أمنها وتسهيل إقامة الشعائر بها”، مشيرا إلى أنه “رغم عدم وجود علاقات وخطوط طيران مباشرة من قبل كانت عدد من الوفود تحل بالمغرب لإقامة الشعائر الدينية”.
وأورد المتحدث ذاته أن التطورات التي حدثت “أمر طبيعي، إذ عرف المغرب على مر التاريخ تعايشا وتسامحا بين الطوائف الدينية، ناهيك عن أنه اعتبر ملاذا للطائفة اليهودية، لما تعرضت لأزمات ونكبات بالدول الأخرى”.
كما أشار الباحث ذاته إلى أن الأمر يتعلق بـ”سيرورة تاريخية متواصلة”، مفيدا بأن “ربط العلاقات بين المغرب وإسرائيل أسفر عن تكثيف هذه الأنشطة وتسريعها، خاصة مع إطلاق خطوط طيران مباشرة وتطور العلاقات على مستويات مختلفة، ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضا في ما هو ثقافي”.
وقالت الصحيفة المذكورة إن الحكومة المغربية أعلنت، في 13 يونيو الماضي، إصلاح المؤسسات اليهودية في البلاد، التي تم إنشاء بعضها في وقت الحماية الفرنسية، ولم يتم إصلاحها منذ عام 1945.
وقال جاكي كادوش، رئيس الجالية اليهودية في “مراكش – الصويرة” إنه: “من الواضح أنها لم تعد تستجيب لاحتياجات المجتمع: كان التغيير ضروريًا”.
وحتى نهاية الأربعينيات، كان يعيش حوالي 250 ألف يهودي في المغرب، لكن الغالبية العظمى غادرت البلاد إلى إسرائيل أو فرنسا أو كندا. واليوم هناك حوالي 3000 يهودي يعيشون في المملكة؛ مازالوا أكبر جالية في العالم العربي، بقيادة مجلس الجاليات اليهودية في المغرب، الذي له دور تمثيلي ويتعامل مع قضايا العبادة والمساعدة الاجتماعية.