حول أهمية البناء المستدام في زمن التغير المناخي، انعقد لقاء دراسي بمدينة الدار البيضاء، اليوم الأربعاء، نظمته شركة “لافارج هولسيم” المتخصصة في صناعة مواد البناء، بحضور العديد من المهندسين المغاربة والأجانب.
وأجمعت مداخلات المشاركين في اللقاء على أهمية استخدام المواد الإسمنتية المحلية المستدامة لتشييد البنايات الجديدة، مع ضرورة الحفاظ على الخصوصية العمرانية المميزة للمدن والقرى المغربية.
كما احتفل منظمو اللقاء بالمهندسين المعماريين الفائزين بجوائز “لافارج هولسيم” للبناء المستدام، التي تكافئ المشاريع والمفاهيم التصورية التي توازن بين الأداء البيئي، والمسؤولية الاجتماعية، والنمو الاقتصادي، ما يعزز من التميز المعماري.
وفي هذا الصدد، قال سعد دليل، المدير التجاري المكلف بتسويق الإسمنت في شركة “لافارج هولسيم”، إن “اللقاء الذي يجمع عددا من المتدخلين والفاعلين في مجال البناء، يهدف إلى دراسة مختلف جوانب البناية المستدامة”.
وأضاف دليل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “النقاشات كانت غنية لإيجاد حلول من شأنها تحسين البناية المغربية حتى تحافظ على طابعها المعماري، وتحسّن نجاعتها الطاقية وتحد من الانبعاثات الكربونية”.
وقالت سورية خليل، مديرة الجودة والشؤون التقنية بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إن “المغرب يتوفر على استراتيجية وطنية لتطوير التعمير المستدام، وذلك في سياق الجهود الأممية المبذولة لمواجهة تحديات المناخ”.
وأضافت خليل، في مداخلتها الافتتاحية للقاء، أن “الوزارة انخرطت بشكل كبير في ورش التعمير وكفاءة الطاقة بعد احتضان المغرب قمة المناخ لسنة 2016 (كوب-22)، اعتباراً للتحديات المناخية التي باتت تهدد العالم”.
وأردفت المسؤولة ذاتها بأن “الوزارة تشتغل وفقاً للاستراتيجيات الوطنية التي سطرتها البلاد، بما يشمل استراتيجية النجاعة الطاقية”، مشيرة إلى “تشييد مساكن جديدة تحترم المعايير البيئية العالمية”، داعية إلى “تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية وغير الرسمية لتطوير قطاع البناء بالمغرب”.
توفيق مرزوقي الزروالي، المدير العام لشركة “نوفيك”، أبرز من ناحيته أن “الشركة تعمل على إدراج المقتضيات البيئية في مشاريعها التعميرية منذ سنوات، تطبيقا للتوصيات الصادرة عن المنظمات العالمية”.
وقال إن “المغرب ليس لديه اختيار آخر في هذا المجال، بل ينبغي أن يواكب التطورات العالمية في ما يتعلق بالتعمير المستدام، بالنظر إلى المعضلات البيئية المطروحة، سواء تعلق الأمر بالفيضانات أو أزمة الطاقة”.