عرفت مجموعة من مدن جهة الشرق، في السنوات الأخيرة، جهودا حثيثة لخلق دينامية اقتصادية في المنطقة، لخفض نسبة البطالة من جهة، وخلق بدائل لأنشطة التهريب انطلاقا من مليلية المحتلة أو الجزائر عبر الحدود الشرقية التي كان يمتهنها آلاف الأشخاص في السابق، من جهة ثانية؛ غير أن هذه الجهود، وفق متابعين، تبقى محدودة و”غير عادلة مجاليا” أحيانا، إذ تتركز في مناطق دون أخرى على الرغم من أن أغلب هذه المناطق تعيش الظروف الاقتصادية والاجتماعية نفسها وإن بتفاوت. كما تواصل جهة الشرق عموما تسجيل أعلى مستويات البطالة على الصعيد الوطني (20,2 في المائة)، حسب آخر مذكرة صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط في هذا الشأن، ماي الماضي.
هذا الأمر أكدته كذلك فريدة خنيتي، النائبة البرلمانية عن دائرة الناظور، التي سجلت في سؤال كتابي وجهته إلى رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، “غياب العدالة المجالية في توزيع وتوطين المشاريع على مستوى المناطق والأقاليم المستهدفة بالمشاريع التي تعمل الحكومة على إطلاقها لخلق بدائل اقتصادية في المناطق الحدودية”.
وقالت خنيتي، في السؤال الذي تتوفر عليه هسبريس، إنه من خلال الوقوف على المشاريع المنجزة أو التي توجد في طور الإنجاز في إطار هذه البدائل الاقتصادية المعلنة، “فإننا نسجل تقدم بعضها بشكل إيجابي، فيما لا تزال أخرى في طور الإنجاز، وذلك بنسب متفاوتة، حيث تم تغييب بعضها بشكل نهائي وداخل الإقليم نفسه”.
وفي هذا السياق، أشارت النائبة البرلمانية إلى مثال مدينة زايو بإقليم الناظور “التي كانت تشتهر بالنسبة الأكبر من حيث اشتغال شبابها في التهريب المعيشي، سواء عبر مليلية المحتلة أو عبر الحدود الشرقية مع الجزائر؛ وهو ما يدفع غالبية شبابها إلى اختيار بدائل أخرى لتوفير لقمة العيش.. وللأسف، هذه المرة، من خلال ركوب قوارب الموت”، وفق تعبيرها.
ودعت خنيتي وزير الصناعة والتجارة إلى “الكشف عن التدابير والإجراءات التي ستتخذونها لإنصاف ساكنة مدينة زايو من خلال توطين بدائل اقتصادية حقيقية بالمنطقة، والشروط التي ستعتمدونها من أجل ضمان العدالة المجالية والاجتماعية، خاصة على مستوى المناطق الحدودية المستهدفة بالبدائل الاقتصادية المشار إليها”.
وسبق لبدر حرش، مسؤول عن ملحقة المركز الجهوي للاستثمار بمدينة الناظور، أن عدّد، في تصريح لهسبريس، مجموعة من المشاريع الاقتصادية والمنصات اللوجيستية والمصانع التي تم خلقها في الإقليم؛ لكن تبقى مدينة زايو غير معنية بها.