يستعد فريق “Fertisd”، من سلك المهندسين بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمدينة مراكش، للمشاركة في المسابقة النهائية التي ستنظمها “مؤسسة جائزة هالت” (Hult Prize Foundation)، كهيئة غير ربحية تكرس جهودها لتدشين الموجة العالمية القادمة من رجال الأعمال المهتمين بالمبادرات الاجتماعية، من أجل تحويل العالم إلى مكان أفضل، بمدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة الممتدة من 25 يوليوز إلى 12 غشت 2022.
وبهذا الخصوص، قال إلياس شعود، طالب بالسنة الثالثة شعبة الأنظمة الإلكترونية المدمجة عضو الفريق: “تأهلنا إلى هذه المسابقة بمشروع إعادة تدوير بقايا الشعر البشري والحيواني لصناعة منتوج مخصص لمساعدة الفلاحين الصغار، قدمناه خلال مسابقة جهوية نظمت عن بعد بمدينة إسطنبول بتركيا، وجذب اهتمام لجنة التحكيم من بين 50 مشروعا، بعدما فاز بالمرتبة الأولى محليا أمام 10 مشاريع قدمت بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش”.
وعن هذا المشروع، قالت إيمان عيسى أوحدو، طالبة بالسنة الرابعة شعبة الهندسة الصناعية واللوجستيك: “نشتغل على منتوج محفز للنباتات من خلال إعادة تدوير بقايا الشعر البشري والحيواني لتوفير منتوج ينفع في حماية النباتات من الآفات بكل أنواعها التي تشكو منها حقول صغار الفلاحين، الذين يملكون حقولا بمناطق تعرف ظروفا مناخية قاسية”.
وجوابا عن سؤال طرحته هسبريس على أعضاء الفريق، في لقاء بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، حول دواعي هذا الاختيار، أوضحت الطالبة هبة لولاد، التي تدرس هي الأخرى بشعبة الهندسة الصناعية واللوجستيك، أن “اعتماد إعادة تدوير بقايا الشعر البشري والحيواني لإنتاج هذا المحفز، يعود إلى أن بقايا الشعر المقصوص تحتوي على البروتينات التي تتم معالجتها لاستخراج الأحماض الأمينية كعنصر أساسي لنمو النباتات”.
ولأن الفريق يحتاج إلى مواكبة وتكوين، فقد تدخلت إدارة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية لتمكينه من إجراء تجارب بمختبرات جامعة محمد السادس بمدينة ابن جرير وكلية العلوم والتقنيات بمراكش، بحسب تصريح محمد البدري، الذي يتابع دراسته بالسنة الرابعة شعبة الأنظمة الإلكترونية المدمجة، والذي أشار إلى أن “الفريق الذي سيفوز بالمسابقة النهائية بمدينة بوسطن، سيحصل على جائزة قيمتها حوالي مليون دولار لتمويل مشروعه”.
ولتسليط الضوء على أهداف هذا المشروع الذي سيشارك به فريق “Fertisd”، قال إلياس إن “تحدي توفير مناصب شغل بعد جائحة كوفيد-19 فرض التفكير في مشروع يمكن من بلوغ هذه الغاية، لذا كانت فكرة هذا الفريق إعادة تدوير بقايا الشعر البشري والحيواني من أجل ضمان حوالي 2000 منصب شغل، تتوزع بين جمع المادة الأولية، وفرزها، ومعالجتها، وغيرها من المراحل المرتبطة بهذا المنتوج”.
وعن فرص الفوز في المسابقة النهائية بمدينة بوسطن، قالت إيمان عيسى أوحدو: “حدسنا والإحساس الدفين، والملاحظات التي جمعناها خلال المسابقة الجهوية التي تمت عن بعد، وآراء الخبراء المكلفين بمواكبة فريقنا، كلها تجمع على أننا سنكون من الفائزين، لأننا نسعى إلى توفير منتوج ينقذ صغار الفلاحين الذين يشكلون جزءا كبيرا من سكان المغرب، والعالم الثالث، ويعانون من الظروف القاسية، ما ينعكس سلبا على محصولهم الزراعي”.
وتوصف جائزة منظمة “هالت برايز” الدولية، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، بجائزة “نوبل للطلاب”، وتعد نتاج شراكة بين كلية التجارة الدولية هالت ومؤسسة الأمم المتحدة، وتأسست سنة 2010 بالتعاون مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، من أجل تشجيع العقول النابهة من جميع أنحاء العالم على العمل في إطار فريق من أجل التنافس على حل المشكلات المعقدة والتحديات الجسيمة التي تواجه حركة الإنسان على كوكب الأرض عبر أفكار مبتكرة يتم تطويرها إلى مؤسسات ناشئة مستدامة.