عاد الرواج النسبي إلى أسواق الكتب المستعملة رغم الوضعية الاقتصادية المتأزمة للمهنيين قبل حلول الجائحة، في ظل عزوف المغاربة على محلات بيع الكتب المستعملة خلال السنوات الأخيرة.
وعاشت ساحات بيع الكتب المستعملة بالمغرب أياما عصيبة خلال الجائحة، بسبب قرارات الإغلاق التي أدت إلى غياب الزبائن الذين كانوا يتدفقون على تلك الأسواق في زمن ما قبل “كورونا”.
ومع ذلك، اشتكت مصادر مهنية من عدم تحقيق إيرادات مالية كافية بسبب غياب الإقبال المطلوب من لدن الزبائن، بالنظر إلى تداعيات الجائحة والعطلة الصيفية، لكنها لفتت إلى عودة الرواج بشكل “محتشم” في الأشهر الماضية.
في هذا السياق، قال يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، إن “المهنيين يعانون من وضعية اجتماعية صعبة رغم تحسن الوضعية الوبائية، ومعها الوضعية الاقتصادية، لكن ذلك يبقى غير كاف”.
وأضاف بورة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “القطاع لا يستفيد من دعم الوزارة والقطاعات الخاصة، بل إن تغير المقررات الدراسية بصفة سنوية يساهم في تأزيم أوضاعه”.
وتابع الفاعل المهني ذاته بأن “القطاع يحتاج إلى إنعاشه من لدن وزارة الثقافة، لأن الكثير من المهنيين قد أفلسوا منذ مدة، واضطروا إلى تغيير المهنة لإعالة أبنائهم”.
ودعا المتحدث الوزير الوصي على القطاع إلى “دعم النسخة المقبلة لمعرض الكتب المستعملة الذي يرتقب تنظيمه بمدينة الدار البيضاء في أواخر الشهر الجاري”.
وأوضح أن “الأمر يتعلق بمعرض فريد في المنطقة العربية، حيث يتضمن أنشطة ثقافية مفتوحة بالمجان، بالموازاة مع بيع الكتب بأثمنة رمزية، ما يساهم في تشجيع القراءة في المجتمع”.
وأوضح رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين أن “الوزارة الوصية على القطاع من المفترض أن تشجع كل الأنشطة الهادفة إلى غرس بذور الثقافة في المجتمع، بما يشمل نشاط الكتب المستعملة الذي يحتاج إلى هيكلة حقيقية لتفادي اندثاره”.