عن دار النشر المغربية “منشورات النورس”، صدر كتاب يحمل عنوان “هكذا تكلم كوكلر”، عبارة عن حوارات مع الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر.
وأشارت معطيات حول هذا الإصدار إلى أن “أهمية الكتاب تكمن في المقام الأول في عمقه التحليلي وشمولية المواضيع الفلسفية التي تطرق لها كوكلر، المتخصص في الفينومينولوجيا والفلسفة القانونية والسياسية، والعارف بدهاليز السياسة العالمية، نظرا للمهام الرسمية المختلفة التي أنيطت به للتوسط لحل نزاعات بين الدول”.
وأضافت المعطيات ذاتها أن “كوكلر من الفلاسفة الغربيين القلائل ممن تبنوا في مشاريعهم الفكرية والفلسفية عن قناعة مناصرة المظلومين في هذا العالم الشاسع، المحكوم بقبضة من حديد من طرف الإمبريالية العالمية، وهو من طينة شومسكي مثلا، لا يلوك كلماته عندما يتعلق الأمر بممارسة الكيل بمكيالين للغرب، وتفضيل دولة على أخرى، طبقا لمصالحه الاقتصادية والجيوسياسية”.
وقال الروائي والإعلامي المغربي ياسين عدنان، ي تقديمة لهذا الكتاب: “حينما دُعيتُ للمشاركة في أول أيّام ثقافية مغربية بالنمسا ربيع 2008، ورد اسمُ كوكلر أمامي أوّل مرة، فأثار اهتمامي فكرُ الرجل ورؤيتُه المتضامنة مع العرب والمسلمين ليس لأسباب إيديولوجية، وإنما لاعتبارات فكرية قانونية إنسانية؛ هكذا سعيتُ إلى الاقتراب من مداره الفكري، فأجريتُ معه حوارًا خاصّا لمجلة (دبي الثقافية)، وبعدها سعدتُ بتقديم الفيلسوف النمساوي في لقاء مفتوح مع جمهور المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء عام 2009”.
وأضاف ياسين عدنان: “في هذا الكتاب، يتيح لنا حميد لشهب عبر حوار متشعِّب عميق أن نتعرّف على المسار الشخصي والأكاديمي لكولكر، أن ندنو من مداره الفكري والفلسفي، وأن نطلَّ على تجربته الأممية الميدانية.
وكلها مجالات تفيد القارئ العربي، سواء كان باحثا شابا شغوفا بالفلسفة راغبًا في خلق تماسٍّ حيٍّ خلّاق للفكر الفلسفي وروحه النقدية مع الواقع وقضايا المجتمع، أو قارئًا متطلِّعًا لمواطَنة كونية تُؤَمِّن العدالة للجميع”.
وأشار عدنان إلى أن “مَن يستوطِنُهُ الشعور بظلمٍ تاريخيٍّ تعرّض له العرب والمسلمون، في الزمن الاستعماري وما تَلاه، طال كل قضاياهم العادلة، بدءًا بقضية فلسطين، سيجد فيه هو الآخر دلائل ملموسة على الطريقة التي تمّت بها شرعنة هذا الظلم وتثبيتُه”.
وأوضح ياسين عدنان أن “كل هذا وذاك سيتحقّق للقارئ في حوار شيِّق، لم يُجرِه مع كوكلر صحافي محترف أو إعلامي محنّك، وإنّما مفكّر مغربي مُغترِب يُعَدُّ صديقًا كبيرًا لتجربة الفيلسوف النمساوي، فكان طالبًا له أيام الشباب، ترجم أهمّ أعماله إلى العربية، وهو إلى اليوم متابعٌ دقيقٌ لتحوّلات مساره في الفكر والفلسفة والحياة؛ لذلك، من حقّه علينا أن نقرأه ونقرأ حواره لنعرف جميعًا كيف سيتكلَّمُ كوكلر”.