شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، لدى استقباله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، على ضرورة تجاوز حالة الجمود في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ وذلك من خلال حوار مباشر بين الطرفين.
وقال ماكرون، ضمن بيان مشترك في بداية اللقاء في قصر الإليزيه، إنه، من أجل تجنب دوامة جديدة من العنف، يجب اتخاذ إجراءات و”التعامل مع الأسباب السياسية العميقة للوضع المتجمد منذ وقت طويل”.
وأضاف أن هذا يعني على المدى القصير وضع حد لطرد العائلات الفلسطينية أو هدم المنازل التي”تمنع إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. كما أن ذلك يجب أن يمر من خلال “حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين” الذي اعترف بأنه “طريق مليء بالعقبات” ولكنه “يهم كلا الشعبين وضروري لأمنهما”.
وأبدى الرئيس الفرنسي قناعته بأنه من الضروري، من أجل تحقيق ذلك، العمل على “إعادة فتح أفق سياسي يمكن الوثوق به”، والبحث عن حل من أجل “سلام عادل ودائم”.
وأكد ماكرون لعباس أن “فرنسا تدعم وستواصل دعم الشعب الفلسطيني”، سواء بالمساعدات الثنائية أو بالآليات الأوروبية ومن خلال الأمم المتحدة.
وشكر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الرئيس الفرنسي على “دعمه لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط على أساس دولتين”.
وأبدى استعداده للعمل معه “للتوصل إلى سلام على أساس الشرعية الدولية، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي”، وأكد أنه “على حدود عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية كعاصمة”.
وطالب عباس بوقف “الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين”، ولا سيما الاستيطان الإسرائيلي؛ لأن ذلك ضروري لتهدئة الوضع والسماح ببدء المفاوضات السياسية.
وقال: “نحن لا نقبل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول تغيير هوية مدينة القدس، مع تغيير تركيبة سكانها، ولا مصادرة أو طرد أو اعتداء على الأماكن المقدسة مثل الكنائس”.
ووجه الرئيس الفلسطيني اللوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية على “عدم تطبيق واحد على الأقل من القرارات العديدة التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجلس الأمن التابع لها”، والتي تطالب إسرائيل بوقف هذه الإجراءات أحادية الجانب.
يأتي هذا الاجتماع في باريس بعد أقل من أسبوع من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل والضفة الغربية، حيث أقر بأنه “لا يرى مسارا فوريا للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
كما استقبل ماكرون يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في باريس يوم 5 يوليوز الجاري، وهنأه بالتغيرات الإيجابية في العلاقات الدبلوماسية التي أقيمت بين إسرائيل ودول عربية عديدة؛ لكنه أشار إلى أن “ذلك يجب أن يصاحبه تقدم ملموس في حل القضية الفلسطينية”.