تقع قرية مرزوكة التابعة للجماعة الترابية الطاوس (إقليم الرشيدية) في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، وتبعد عن مدينة الرشيدية بـ130 كيلومترا، وتتميز بكثبانها الرملية الذهبية، التي يقصدها السياح المغاربة والأجانب للاستمتاع بالمناظر الرملية.
ومرزوكة هي قرية تقع على مقربة من الحدود المغربية الجزائرية من جهة الجنوب الشرقي للبلاد، وتعد وجهة سياحية عالمية، لكونها معروفة بكثبانها الرملية الذهبية، فضلا عن فضاءات الاستجمام والعلاج من عدد من الأمراض، خاصة الروماتيزم.
ويرى حميد زاغو، فاعل جمعوي من مرزوكة، أنه “رغم مكانتها في الخريطة السياحية العالمية، تبقى القرية تعاني من التهميش التنموي، ومن غياب أبسط الحقوق المشروعة للساكنة المحلية، التي أصبحت ترفع شعارات توفير الصحة والماء الصالح للشرب والبنية التحتية الضرورية”، وفق تعبيره.
وأضاف زاغو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المنطقة تعيش جميع أشكال التهميش والتعثر التنموي، سواء من قبل المنتخبين المحليين أو الإقليميين والجهويين، أو من طرف السلطات الإدارية والمصالح الوزارية”، داعيا الحكومة إلى “إعطاء المنطقة حقها في البرامج التنموية، وفق بناء المدن الداخلية، بالموارد المالية للجنوب الشرقي، وبيد عاملة محلية”، حسب تعبيره.
حسن تاوشيخت، فاعل جمعوي آخر من مرزوكة، قال في تصريح لهسبريس إن “من بين المشاكل التي تعيشها المنطقة مشاكل الصحة، إذ إن المنطقة تتوفر على بنايات (مراكز صحية) خالية من الأطر الطبية والتمريضية”، مضيفا: “الصيف قادم والمنطقة تعرف توافد آلاف السياح، ما يفرض على الوزارة الوصية ضرورة تجهيز المراكز الصحية بجميع التجهيزات والأدوية الضرورية، خاصة أمصال العقارب، وتوفير الأطر الطبية والتمريضية”.
وأضاف تاوشيخت أن “المنطقة تعاني مشاكل كثيرة، سواء في قطاع الصحة أو الماء الشروب، أو غيرهما من المجالات الاقتصادية والاجتماعية”، مشيرا إلى أن “من أسباب وفاة التلاميذ الثلاثة بمنطقة الطاوس سوء التسيير والتدبير من طرف القائمين على تدبير الشأن العام”، ومحملا المنتخبين بالدرجة الأولى المسؤولية عن “الوضع المزري التي تتخبط فيه منطقة مرزوكة”، على حد وصفه.
زايد سكندول (عمي زايد)، أحد سكان المنطقة، قال بدوره إن “أول ما يجب أن تعتني به الدولة قطاعا الصحة والتعليم”، مردفا: “لكننا اليوم شاهدنا كيف أن المستوصف يسقط على رأس الساكنة ويقتل أطفالا أبرياء”، مشيرا إلى أن “هذه الفاجعة يجب أن تكون عبرة للمسؤولين من أجل رد الاعتبار للمنطقة وساكنتها عموما”، حسب تعبيره.
وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “من بين المشاكل الأخرى انقطاع المياه المتكرر، في حين أن الصيف قادم، ما قد يجعل المنطقة تعيش على وقع غياب الماء في الصنابير”، مشيرا إلى أن “المياه الموجودة في الصنابير غير صالحة للشرب، فيما يتم جلب الماء من خطارات بعيدة عن مرزوكة بواسطة العربات المجرورة”، على حد قوله.
وأجمعت تصريحات متطابقة لهسبريس (ستجدونها في مادة مصورة بالصوت والصورة) على أن المنطقة “لم تنل نصيبها من التنمية”، فيما “الساكنة المحلية تستحي من الوضع الحالي، خاصة أنها تستقبل السياح من مختلف بقاع العالم، ولا تتوفر على مركز صحي جيد وأدوية ضرورية وأطر طبية، والماء الصالح للشرب، والبنية التحتية”.
وفي هذا الإطار قالت حياة، القاطنة بالمنطقة، إن “مرزوكة لن تتغير لأن إرادة التغيير غير موجودة عند من لهم مفاتيح تدبير الشأن العام المحلي”، مشيرة إلى أن “التغيير سيكون لو قام الملك محمد السادس بزيارة المنطقة، وربما هي الزيارة التي ستعصف بالكثير من المسؤولين، وسترسل الكثيرين منهم إلى السجن بسبب المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها المنطقة”، وفق تعبيرها.
وأكدت المتحدثة ذاتها أن “مرزوكة حاليا تشبه مدينة في دولة سوريا، حيث آثار الدمار والخراب، فيما أصوات المطالبة بالتغيير تعلو فوق كل الأصوات، رغم محاولة إقبارها وتهديدها من خلال محاولة تلفيق لها التهم الواهية والجاهزة، رغبة من المسؤولين في ترك المنطقة الحدودية في واقعها دون تغيير”، بتعبيرها.