في خطوة تروم إنقاذ أطفال تندوف من التجنيد والاستغلال في النزاعات المسلحة، تعزز المشهد الحقوقي بالصحراء المغربية بإطار ترافعي اختير له اسم “المرصد الدولي العبر حدودي لمناهضة تجنيد أطفال تندوف”، ويضم أساتذة جامعيين وباحثين أكاديميين وفاعلين عن هيئات ومنظمات وطنية وشبابا وطلبة.
ويسعى هذا المرصد، الذي احتضن إقليم أسا الزاك أشغاله التأسيسية، إلى الترافع على ملف أطفال تندوف وطنيا ودوليا عبر تطوير الوسائل القانونية وتثمين المواثيق الدولية عبر إقحام كل المكتسبات الحقوقية للمغرب لفك أزمة تجنيد وتهجير أطفال تندوف وتعنيفهم نفسيا وجسديا.
وعن فكرة تأسيس المرصد الدولي العبر حدودي لمناهضة تجنيد أطفال تندوف، قال رئيسه المنتخب غالي لطيف إنها جاءت بناء على عمل فعاليات وهيئات مدنية وحقوقية تشتغل على حماية الأطفال من مختلف أشكال الاستغلال؛ وعلى رأسهم الأطفال المغاربة المحتجزون بمخيمات تندوف، الذين يتم استغلالهم في الحروب والنزاعات المسلحة”.
وأضاف غالي لطيف في تصريح لهسبريس: “ومن أجل تحقيق تلك الغاية، فقد تم إعداد أرضية تؤسس لهذا المرصد من طرف دكاترة أكاديميين وباحثين ومهتمين؛ من خلال استحضار كل ما تتعرض له الطفولة المحتجزة بمخيمات تندوف”.
وبخصوص السبل والآليات التي سيتم الاشتغال عليها، قال المتحدث ذاته إن “المرصد سيعمل على طرح أرضية مشتركة بين مختلف الفعاليات الحقوقية والسياسية بالمغرب المهتمة بهذا الشأن، واعتماد آلية دولية للترافع عن أطفال تندوف وتحريرهم من العصابات الانفصالية والمطالبة برفع الحظر عنها، إضافة إلى تأسيس منصات رقمية مفتوحة تدافع عن هاته الفئة وترفع منسوب الوعي بالنسبة لهم، وتمكينهم ديمقراطيا وسياسيا”.
أما بالنسبة للأهداف المسطرة للمرصد، أوضح غالي لطيف أنها “تتعلق أساسا بإنهاء مسألة تجنيد الأطفال، وتجريم فعل تجنيد الأطفال واستخدامهم عسكريا، والترافع من أجل توفير الحماية العامة المكفولة للأطفال عبر صكوك حقوق الإنسان والقانون الإنساني”.
كما ستعمل الهيئة ذاتها، وفق المتحدث عينه، على الترافع من أجل منع مشاركة الأطفال في الأعمال العدائية والضغط من أجل التصديق العالمي حتى يتم القضاء نهائيا على تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة.
وأكد الفاعل الحقوقي ذاته أنه في الوقت الذي يستخدم الأطفال من قبل البوليساريو ويتعرضون لعنف لا يوصف، وجب تجريم هاته الأفعال وإنهاؤها ومكافحة كل أشكال الاستغلال سواء تعلق الأمر بالتجنيد أو التهجير القسري أو الاستلاب الفكري والاستغلال السياسي.
كما ندد رئيس المرصد الدولي العبر حدودي لمناهضة تجنيد أطفال تندوف، في ختام تصريحه لهسبريس، بـ”خروقات البوليساريو وصنيعتها الجزائر اللتين لم تحترما إلى حدود اليوم البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة”.