تستمر المخاوف حول مآل معطل مضرب عن الطعام لأزيد من شهر بتاهلة، وتتوالى النداءات الحقوقية التي تطالب بتدخل مسؤول من أجل الحوار مع تنسيقية المعطلين، وتطلب من المحتج وقف إضرابه.
ووفق مصادر حقوقية فإن المضرب عن الطعام، الذي يترأس الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، لا يزال متشبثا بشكله الاحتجاجي.
حسان عريض، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة، قال إن وضعية ياسين بوعملات “تنذر بكارثة”.
وأضاف عريض، في تصريح لـ هسبريس، أنه منذ 4 أيام قد جيء به إلى مستشفى ابن باجة بمدينة تازة، وأظهرت التحليلات “تأثرا في الكلي، ينذر بالخطر”.
كما تحدث المصرح عن تدخلات “السلطات المحلية” قبل أيام في محاولة لفض الاعتصام، ثلاث مرات؛ في حين “ينبغي البحث عن الحلول”.
من جهته، أكد العياشي تكركرا، عن فرع الجمعية الحقوقية سالفة الذكر بتاهلة، استمرار بوعملات في إضرابه عن الطعام لليوم الـ35، علما أن “هذا الإضراب ترافقه إضرابات متقطعة لخمسة رفاق معه”.
وأضاف المسؤول الحقوقي والحزبي بتاهلة: “منذ بداية الإضراب، لم تفتح السلطات أي حوار، على الرغم من أن فرع الجمعية قد قدم مذكرة مطلبية وضعت نسخة منها عند الباشا وبالعمالة، دون تجاوب؛ بل بالعكس كان العمل بكل الوسائل من أجل فض الاعتصام بعد منتصف الليل (…) وكانت محاولة للباشا في الليل لفض الاعتصام بالقدوم مع الوقاية المدنية، وقول إن الأمر يتعلق بأخذ المُضرب إلى المستشفى، في حين كان يمكن أن يتم هذا نهارا. كما تم الضغط على أسرته”.
في هذا الإطار، يذكر أن شريط فيديو يوثق مشادات كلامية جمعت باشا مدينة تاهلة ومرافقين للمعتصم رفضوا السماح للمسؤول المحلي بأخذه إلى المستشفى. وانتقل مع مرافقيه، في مرحلة لاحقة، إلى مستشفى ابن باجة بتازة، لإجراء فحوصات، قبل العودة إلى معتصمه بتاهلة.
وقال تكركرا، في تصريح لـ هسبريس، إن نداءات وقف الإضراب عن الطعام قد وصلت إلى المضرب. ثم تابع: “نقوم بجميع المحاولات؛ لكنها لم تعط نتيجتها، ونرى إمكانية تعليق الإضراب لمدة معينة حتى يسترجع صحته”.
وسجل المصرح أن صحة بوعملات “في تدهور”، و”رغم حديثه قليلا، وسماعه، فإن حالته الصحية ليست بخير”.
ونفى الفاعل الحقوقي أن يكون مطلب المضرب عن الطعام مقتصرا على “الوظيفة العمومية”، و”هو ما يظهره الملف المطلبي”، الذي يتحدث عن “بدائل عديدة”؛ حيث “توجد 7 جماعات ترابية في دائرة تاهلة، ولها خصاص كبير في الموارد البشرية، ويمكنها أن تعطي الضوء الأخضر لفتح باب مباراة في وجه الجميع، ومن نجح فيها فالله يعينه”، كما أن هناك مطلبا بـ”التعويض عن البطالة” بالاستفادة من بطاقة “الإنعاش” أو “المداومة”، أو صيغة أخرى من الصيغ؛ وهو أمر ممكن في إطار الجماعات.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أبرز الهيئات الحقوقية بالبلاد، قد عممت نداء تدعو فيه ياسين بوعملات إلى “الانتصار للحياة والأمل ووقف الإضراب عن الطعام”.
كما وجهت الجمعية ذاتها رسالة مفتوحة تدعو فيها عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إلى “التدخل العاجل”، نظرا لـ”الوضعية الخطيرة والحرجة التي يوجد عليها مناضل الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع تاهلة، الشاب ياسين بوعملات، المضرب عن الطعام منذ 11 يوليوز 2022″.
وسبق أن دعت جمعية حملة الشهادات المعطلين، في “بيان عاجل”، كل “الجهات والمؤسسات المعنية” إلى “إيجاد حلول لقضية البطالة وإنقاذ الشباب المعطل من براثن الضياع”، مع تشديدها على ضرورة فتح “حوار جاد” مع معطلي تاهلة، و”تمكينهم من حقهم العادل والمشروع في الشغل والعيش الكريم”.
كما أرسلت نبيلة منيب، نائبة برلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد، إلى عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، سؤالا كتابيا عن “إضراب المعطلين عن الطعام بتاهلة”، من بين ما ورد فيه أن “السلطات واجهت المطالب الجدية والمشروعة للشباب المعطل باللامبالاة وعدم الاهتمام”.