لوحات بريشات تلاميذ تحتفي بحدائق العاصمة استقبلها معرض تنظمه مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط.
كما احتضن مركز التفتح الجهوي للتربية والتكوين بالرباط، الثلاثاء، حفل توزيع جوائز برنامج “أرسم تراث مدينتي” على ستين تلميذا وتلميذة بمدارس ابتدائية تابعة لأكاديمية الرباط-سلا-القنيطرة.
وتخللت الحفل مسرحية تلاميذية احتفت بمكنونات حدائق الرباط، وجمال طبيعتها، والحاجة إلى تنمية الوعي بأهميتها.
نظم هذا النشاط بشراكة بين مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، واللجنة المغربية للمجلس الدولي للآثار والمواقع (إيكوموس المغرب).
يأتي هذا التتويج بعد مشاركة 600 تلميذ من 20 مدرسة ابتدائية بالعاصمة، عقب أبحاث أجراها التلاميذ في شهري مارس وأبريل، ثم زيارات مؤطرة قادتهم إلى الحدائق التاريخية للمدينة، قصد التشجيع على “التفكير في تجليات الوعي المسؤول تجاه البيئة في التراث الثقافي للرباط، من خلال الحدائق التاريخية للمدينة أو عبر احترام البيئة في المباني العتيقة”.
واشتغل التلاميذ المنتقون من عشرين مدرسة في ورشة فنية جهوية بحديقة التجارب النباتية بالمدينة، أطرها القيمون على المواقع والمعالم التاريخية قصد تعليم “طريقة تحديد التراث المنظري للمدينة وفهمه”، تلتها ورشة أطرها مفتشون وأساتذة للتربية التشكيلية اشتغل فيها التلاميذ على التراث الطبيعي بنزهة حسان، وحديقة التجارب النباتية، وحديقة شالة، والحدائق الأندلسية بقصبة الأوداية.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت منى بلبكري، المكلفة بالأنشطة التربوية بمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي بمدينة الرباط، إن حفل التتويج جاء في إطار برنامج “أرسم تراث مدينتي” الذي تنجزه مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وإيكوموس المغرب، والذي ينجز سنويا على هامش الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع.
وأضافت أن محور هذه السنة كان “التراث والمناخ”، ومن خلاله أبدع 600 تلميذ من 20 مدرسة ابتدائية لوحات تشكيلية حول الحدائق التاريخية للمدينة، وتم انتقاء 60 عملا في ورشة جهوية، وتتويج 60 متعلِّما ومتعلِّمة بجوائز تقديرا لمجهوداتهم ولتحسيسهم بأهمية الحدائق التاريخية بمدينة الرباط ودورها المناخي”.
وحول معرض الأعمال الفنية التلاميذية، ذكر محمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباط-سلا-القنيطرة، أنه “متعة فنية رائعة جدا؛ لأن التلاميذ تمكنوا من تمثل تيمة التراث والمناخ، ووقفوا بالخصوص على وعي الأجداد بالعلاقة الجدلية بين المباني التراثية والمناخ، وهو وعي متجذر في الحضارة المغربية؛ فتصميم الحدائق، وغرس النباتات، وتهيئة جداول المياه والنافورات، كل هذا ساهم، سابقا، في تلطيف الجو”.
وأضاف أضرضور، في تصريح لهسبريس، أن “لوحات التلاميذ فيها إبداع وجمال، وفيها تمثل لهذا التراث، ومسحة فنية رائعة جدا باستعمال الألوان، وهذا لم يكن ليتأتّى لولا تأطير الأساتذة، ولولا الاهتمام الذي أولته مؤسسة المحافظة على التراث لهذه التظاهرة، المنظمة في نسختها الثانية، ومن الأكيد أنها ستركز في السنوات المقبلة على مواضيع أخرى لها علاقة جدلية بالتراث”.